يعم التَّشييد، يعم
رفعها أكثر من الحاجة، ويعم أيضًا المبالغة في تزيينها وزخرفتها والنقوش فيها، هذا
لا يليق بالمساجد؛ لأنَّها تشغل المصلين؛ ولأنَّها من المباهاة والمفاخرة الَّتي
ينهى عنها في كلِّ شيء، لا سيما في المساجد.
لكن ماذا تقولون: في
قوله تعالى: ﴿فِي بُيُوتٍ أَذِنَ ٱللَّهُ أَن تُرۡفَعَ﴾، ﴿أَذِنَ
ٱللَّهُ﴾ يعني: شرع الله ﴿أَن تُرۡفَعَ﴾ هذا فيه دليل على أن المساجد ترفع وتشيد.
الجواب: ليس المراد تُرفع
بالبناء، إنَّما ترفع بالذِّكر والصَّلاة، تُعمر بالطَّاعة وعبادة الله سبحانه
وتعالى، فهذا المقصود بالرفع، رفع معنوي، وليس رفعًا حسِّيًّا، رفع معنوي بأن
تُصان وتكرم وتنظف وتطهر وتبخر وتطيَّب، هذا رفعها، وتُعمر بالصَّلاة وذكر الله عز
وجل: ﴿وَيُذۡكَرَ
فِيهَا ٱسۡمُهُۥ يُسَبِّحُ لَهُۥ فِيهَا بِٱلۡغُدُوِّ وَٱلۡأٓصَالِ﴾ [النور: 36].
قوله: «قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لَتُزَخْرِفُنَّهَا كَمَا زَخْرَفَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى»: ابن عباس رضي الله عنه يخبر خبرًا معناه النَّهي، لتزخرفن المساجد، كما تزخرف اليهود والنَّصارى كنائسهم وبيعهم، فهذا فيه النَّهي عن ذلك، النهي عن الزخرفة؛ لأنَّه لا حاجة إلى الزخرفة، وإنَّما المقصود هو ما يحصل به إيواء المصلين من الحر و البرد، والمكان الَّذي يتسع لهم، هذا هو المقصود.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد