بَابُ:
نَظَرِ الْمُصَلِّي إلَى مَوضَعِ سُجُودِهِ
وَالنَّهْيِ عَنْ رَفْعِ الْبَصَرِ فِي الصَّلاَةِ
الواجب في الصَّلاة الخشوع، قال الله جل وعلا: ﴿قَدۡ
أَفۡلَحَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ
١ ٱلَّذِينَ هُمۡ فِي صَلَاتِهِمۡ خَٰشِعُونَ ٢﴾ [المؤمنون: 1- 2] وقال سبحانه وتعالى:
﴿وَٱسۡتَعِينُواْ
بِٱلصَّبۡرِ وَٱلصَّلَوٰةِۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى ٱلۡخَٰشِعِينَ﴾ [البقرة: 45].
فالخشوع هو روح
الصَّلاة، والصَّلاة الَّتي لا خشوع فيها كالجسد الَّذي ليس فيه روح، والخشوع هو
سكون القلب، واجتماع الفكر، والإقبال على الصلاة. ولذلك يُنهى عن كلِّ ما يقلل
الخشوع في الصَّلاة، أو يتعارض مع الخشوع في الصَّلاة، لهذا يُنهى عن الصَّلاة
بحضرة طعام يشتهيه، ويُنهى عن الصَّلاة وهو يدافعه الأخبثان: البول والغائط،
ويُنهى أن يأتي إلى الصَّلاة يَعْدُو ويركض؛ بل يأتي بسكينة ووقار؛ ليدخل فيها من
غير تشويش، ومما يُنهى عنه أيضًا تسريح النَّظر، أي نظر المصلِّي في صلاته؛ لأنَّ
فكره يتبع ما يقع عليه بصره، وسيأتي في الأحاديث أنه يقصر نظره في صلاته على ما
جاءت به الأحاديث، وأنَّه لا يرفع بصره إلى السَّماء.
فهذا الباب فيه
النَّهي عن شيئين:
أولاً: النهي عن تسريح
نظر المصلي هنا وهناك، أمامه أو عن يمينه أو عن شماله؛ لأنَّ هذا يشغله عن صلاته.
ثانيًا: النهي عن رفع بصره
إلى السَّماء، وهذا أشد؛ لأنَّ عليه الوعيد كما يأتي.
الصفحة 1 / 531
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد