عَنِ ابْنِ
سِيرِينَ: «أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا صَلَّى رَفَعَ
بَصَرَهُ إِلَى السَّمَاءِ فَنَزَلَتْ ﴿ٱلَّذِينَ هُمۡ فِي صَلَاتِهِمۡ خَٰشِعُونَ﴾[ [المؤمنون: 2] فَطَأْطَأَ رَأْسَهُ». رَوَاهُ أَحْمَدُ فِي
كِتَابِ «النَّاسِخِ وَالْمَنْسُوخِ» وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ فِي «سُنَنِهِ»
بِنَحْوِهِ وَزَادَ فِيهِ: «وَكَانُوا يَسْتَحِبُّونَ لِلرَّجُلِ أَنْ لاَ
يُجَاوِزَ بَصَرُهُ مُصَلاَّهُ»([1]). وَهُوَ حَدِيثٌ
مُرْسَلٌ.
هذا الحديث عن
محمَّد بن سيرين من كبار التَّابعين، يروي عن الرَّسول صلى الله عليه وسلم أنَّه
كان في أوَّل الأمر ينظر يقلب بصره في السَّماء أثناء الصَّلاة، كما قال الله جل
وعلا: ﴿قَدۡ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجۡهِكَ فِي ٱلسَّمَآءِۖ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ
قِبۡلَةٗ تَرۡضَىٰهَاۚ﴾ [البقرة: 144].
كان صلى الله عليه
وسلم يصلِّي إلى بيت المقدس في أوَّل الإسلام، ثُمَّ إنَّه أُمر بالتَّوجه إلى
الكعبة قِبلة إبراهيم، أمَّا بيت المقدس فكان قبلةً لبني إسرائيل، وأنبياء بني
إسرائيل، و كان صلى الله عليه وسلم في أوَّل الإسلام يستقبل بيت المقدس، ثُمَّ
أَمرهُ الله أن يستقبل الكعبة قبلة إبراهيم.
هذا الحديث مرسل؛
لأنَّه من رواية التَّابعي هو محمَّد بن سيرين عن الرَّسول صلى الله عليه وسلم،
هذا هو المرسل.
فدلَّ هذا على: أنَّ تقليب البصر في السّماء، يعني: في الجو، أو النظر إلى النُّجوم أو للقمر أو إلى الشَّمس، أن هذا يسرح بالبصر ويشتت الفِكر عن الإقبال على الصَّلاة، فأنزل الله عليه: ﴿قَدۡ أَفۡلَحَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ١ ٱلَّذِينَ هُمۡ فِي صَلَاتِهِمۡ خَٰشِعُونَ ٢﴾ فطأطأ صلى الله عليه وسلم رأسه.
([1]) أخرجه: الحاكم رقم (3483)، والبيهقي في «الكبرى» رقم (3356).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد