بَابُ:
الرُّخْصَةِ فِي اللِّبَاسِ الْجَمِيلِ
وَاسْتِحْبَابِ التَّوَاضُعِ فِيهِ وَكَرَاهَةِ الشُّهْرَةِ وَالإِْسْبَالِ
عندنا ثلاثة أمور في هذه الترجمة في صفة
اللباس:
أولاً: اللِّباس الجميل:
لا بأس به، كذلك التواضع، يلبس من الثياب العادية التي لا تلفت النظر، هذا أيضًا
مستحب، يستحب هذا وهذا، ما يقتصر دائمًا على لباس الجمال ولا يقتصر دائمًا على لباس
البذلة، تارة كذا وتارة كذا، خصوصًا إذا يسَّر الله عليه، فإنَّه يتجمَّل،
والنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم كان يتجمَّل في لباسه، وكان يلبس ما وُجد عليه
الصلاة والسلام، تارة كذا وتارة كذا، وكانت له حُلَّة يلبسها لمقابلة الوفود.
فدلَّ على: أنَّ التَّجمل
مطلوب في الثِّياب إلى حدٍّ لا يبلغ الإسراف، وأنَّ التَّبذل في اللِّباس مطلوب
إلى حدٍّ أيضًا لا يبلغ الإسراف في التبذل، وأنَّ الإنسان يتوسَّط، لا يداوم على
الابتذال في اللِّباس ولا يداوم على لبس الجميل، يكون تارة كذا وتارة كذا... هكذا.
ثانيًا: المنهي عنه: لبس الشُّهرة.
ما هو لبس الشُّهرة؟ هو ما يخالف ما عليه المجتمع.
نلبس ما يوافق ملابس
المجتمع إذا كانت موافقة للسُّنَّة، أمَّا إذا كانت مخالفة للسُّنَّة فلا، لكن إذا
كانت ملابس المجتمع موافقة للسُّنَّة فيلبس ما يلبسه النَّاس لئلا يكون مشتهرًا
بينهم، ومحل نظر من النَّاس، فيراعي هذا الإنسان لباس مجتمعه، شريطة أن لا يكون
محرمًا.
قوله: «كراهة الإسبال»: هذا الأمر الثالث: الإسبال، وسيأتي تفسيره.
الصفحة 1 / 531
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد