عَنِ ابْنِ
مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «لاَ
يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ»
قَالَ رَجُلٌ: إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا وَنَعْلُهُ
حَسَنَةً، قَالَ: «إِنَّ اللهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ، الْكِبْرُ بَطَرُ
الْحَقِّ، وَغَمْطُ النَّاسِ»([1]). رَوَاهُ
أَحْمَدُ وَمُسْلِمٌ.
في هذا الحديث مسائل
عظيمة:
المسألة الأولى: ذم الكبر: وقد
فسره النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث، أنَّه: «بَطَرُ الْحَقِّ»
يعني: لا يقبل الحقَّ تكبرًا، إذا بلغه الحقُّ والسُّنِّة يرفضها تكبرًا - والعياذ
بالله.
غمط النَّاس: يعني
احتقار النَّاس.
الكبر يتكون من
شيئين:
الشيء الأول: ردّ الحقّ ولا
يقبله من باب التكبر.
الشيء الثاني: احتقار النَّاس.
وكلاهما يدخل في
الكبر، والكبر قليله وكثيره محرَّم، حتَّى ولو كان مثقال حبَّة خردل، وزن حبة خردل
أصغر شيء، توعَّده الله عز وجل بأن لا يدخل الجنَّة وهذا من الوعيد الشَّديد،
لأنَّ الله لا يحب المستكبرين، الإنسان يبعد عن التَّكبر على الحقِّ والتكبر على
النَّاس؛ بل يقبل الحقّ، إذا جاءه سمعه، ولا يحتقر النَّاس ويستصغر النَّاس، هذا
هو الكبر - والعياذ بالله -.
المسألة الثَّانية: سأل رجلٌ لما سمع هذا الحديث قال: يا رسول الله، إنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا وَنَعْلُهُ حَسَنةً. أي: هل يدخل
([1]) أخرجه: مسلم رقم (91).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد