ذلك في الكبر؟ قال: «إنَّ
الله جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ» فدل هذا على استحباب التَّجمل في اللِّباس،
والنَّظافة والمظهر الطَّيِّبِ؛ لأنَّ الله يحب ذلك
ففيه: الحث على التَّجمل.
وفيه: وصف الله جل وعلا
بأنَّه جميلٌ - لا أجمل من الله عز وجل، ففيه: أنَّ الجمال من صفة الله عز وجل،
وأنَّه يحب الجمال سبحانه وتعالى، يحب لنا أن نتجمَّل في ملابسنا؛ لكن كما ذكرنا
يداوم على الجمال تارة كذا، وتارة كذا.
وقد يتجمل الإنسان
وليس فيه كبر، وقد يبتذل وفيه كبر، الكبر في القلب، فقد يتجمل ويكون متواضعًا في
قلبه، وقد يلبس ثياب البذلة ويكون متكبرًا؛ ولهذا جاء في الحديث: «إنَّ من
الَّذين لا ينظر الله إليهم يوم القيامة ولا يزكِّيهم ولهم عذاب أليم: عَائلٌ
مُسْتَـكبِرٍ» ف([1])قير وفيه كبر، فهذا
من أبغض النَّاس عند الله عز وجل، عائلٌ يعني: فقير، مستكبر، وفي الحديث:
«إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَبَّر وَعَلَيْهِ العِبَاءَةْ المُرَقَّعَة»([2])، فالكبر ليس في
الملبس، الكبر في القلب.
عليك العناية بقلبك، وتجمَّل في ملابسك، واستعمل أيضًا ثياب العادة في بيتك ومحيط من حولك؛ لكن في أحوال مثل يوم العيد ويوم الجمعة، ومناسبات في وفود يأتون إليك، في مقابلة للنَّاس، هذا تتجمل فيه، تظهر بالمظهر اللائق.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد