بَابُ:
كَرَاهَةِ أَنْ يُصَلِّيَ الرَّجُلُ
مَعْقُوصَ الشَّعْرِ
كذلك مما يكره في الصَّلاة: إذا كان
الإنسان على رأسه شعر متدلي، فإنَّه يتركه يسجد معه، ولا يكفه، بأن يضفره أو
يرفعه؛ بل يتركه يسجد معه، إذا كان على رأسه شعر طويل؛ لأنَّهم كانوا يغذون الشعر
لأجل حاجتهم لذلك في الأسفار وفي المغازي، يحتاجون إلى بقاء الشعر على رأسهم. وفيه
جمال، سنة إذا كان على الصفة الواردة في الأحاديث، أمَّا إذا كانت تغذية شعر من
باب التشبه بالكفار أو بالشواذ من النَّاس الذين عندهم التشدد على جهل فلا يتشبه
بهم؛ لكن هذا إذا كان غير هذه الحالة، اتخاذ الشعر على الصفة التي كان يتخذها رسول
الله صلى الله عليه وسلم سنَّة.
ولهذا يقول الإمام
أحمد: أَنْ أَتَّخِذَ الشعر سنَّة، ولو نقوى عليه لاتخذناه؛ لكن على الصفة الواردة
في الأحاديث. لعن التشبه بالشواذ والمتشددين والكفار الذين يسمون بالهبيين يتركون
شعورهم كلها ولا يتعرضون لها، لا يأخذون العانة، ولا يأخذون الشوارب، ولا يأخذون
شيئًا من الشعر. هذا تشبه بالكفار، هذا تشويه ولا يجوز.
قوله: «مَعْقُوصَ
الشَّعْرِ»: معقوص يعني: مجدول الشعر أو مضفور الشعر؛ لكن لو كان من الأصل مضفورًا
فإنَّه لا ينقضه؛ لكن لا يفك الضفائر، يتركها تسجد معه.
الصفحة 1 / 531
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد