بَابُ:
الْخُرُوجِ مِنَ الصَّلاَةِ بِالسَّلاَمِ
عَنِ ابْنِ
مَسْعُودٍ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُسَلِّمُ عَنْ
يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ: «السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ،
السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ، حَتَّى يُرَى بَيَاضُ خَدِّهِ»([1]). رَوَاهُ
الْخَمْسَةُ وَصَحَّحَهُ التِّرْمِذِيُّ.
النَّبِيّ صلى الله
عليه وسلم قال: «وَتَحْرِيمُهَا التَّكْبِيرُ، وَتَحْلِيلُهَا التَّسْلِيمُ»([2]): تحريمها والدخول
فيها بتكبيرة الإحرام، وتحليلها والخروج منها بالتسليم، والتسليم هو آخر أركان
الصَّلاة.
«بَابُ الْخُرُوجِ
مِنَ الصَّلاَةِ بِالسَّلاَمِ»: يعني: لا تخرج من الصَّلاة بدون تسليم، إذا انتهيت
تقوم وتقول: انتهيت!، لا، لا تخرج منها إلاَّ بتسليم، كما أنك دخلتها بالتكبير،
تخرج منها بالتسليم، وهذا آخر أركان الصَّلاة، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «وَتَحْرِيمُهَا
التَّكْبِيرُ، وَتَحْلِيلُهَا التَّسْلِيمُ».
هذا بيان التسليم
الذي يخرج به من الصَّلاة، أنه يقول: «السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ الله»
ويلتفت عن يمينه، ثم يقول: «السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ الله»ويلتفت
عن يساره، ويبالغ في ذلك «حَتَّى يُرَى بَيَاضُ خَدِّهِ» صلى الله عليه
وسلم، يراه مَن خلفه. هذا هو لفظ الحديث.
«السلام عليكم»: تسلم على نفسك وعلى الحاضرين على يمينك وشمالك ومن حولك، السلام: هو من أسماء الله عز وجل،
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (996)، والنسائي رقم (1142)، وابن ماجه رقم (916).
الصفحة 1 / 531
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد