وَعَنْ جَابِرٍ
رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ أَكَلَ مِنْ
هَذِهِ الْبَقْلَةِ، الثُّومِ» - وقَالَ مَرَّةً: «مَنْ أَكَلَ الْبَصَلَ
وَالثُّومَ وَالْكُرَّاثَ فَلاَ يَقْرَبَنَّ مَسْجِدَنَا، فَإِنَّ الْمَلاَئِكَةَ
تَتَأَذَّى مِمَّا يَتَأَذَّى مِنْهُ بَنُو آدَمَ([1]) مُتَّفَقٌ
عَلَيْهِ.
قوله:
«وَنُطَهِّرَهَا»: يعني: نطهرها من النجاسات، فإذا حصل فيها بول أو شيء من النجاسات يبادر
بتطهيرها.
ومما تصان عنه
المساجد: الروائح الكريهة فيها؛ لأنَّها بيوت الله ومأوى الملائكة والمصلين،
والنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أمر أن تنظَّف وتطيَّب.
وفي هذا الحديث: من يحمل رائحة كريهة تؤذي المصلين وتؤذي
الملائكة فلا يأتي إلى المسجد؛ دفعًا لضرره. صلاة الجماعة معلوم أنها واجبة على
الأعيان؛ ولكن إذا تعارض الواجب مع شيء محرم وهو أذية المصلين والملائكة؛ «فَإِنَّ
دَرْءَ المَفَاسِدِ مُقَدَّمٌ عَلَى جَلْبِ الَمصَالِحِ» «[2]) كما هي القاعدة.
فيعتزل المسجد حتَّى تزول رائحة هذه المأكولات - البصل والثُّوم والكرَّاث - وكذلك ما يشبها بما فيه من الروائح الكريهة، كرائحة الدُّخان الَّذي ابْتُلِيَ به بعض النَّاس، وغير ذلك، فمن يريد الحضور إلى المسجد فليُزِلْ عنه الروائح الكريهة.
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (594)، وأحمد رقم (20184).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد