هرب الشيطان؛ لأنَّه
لا يطيق سماع الأذان، وله ضُراط من دبره كي لا يسمع الأذان، يعني: قصده من هذا
الضُراط أن لا يسمع الأذان، فإذا قُضي الأذان جاء، لأنَّه له كَرَّات مع المسلم،
فإذا ثُوِّب بالصَّلاة، يعني: أقيمت الصلاة، التثويب معناه: الإقامة، إذا ثوب
بالصَّلاة أدبر، فإذا انتهى التثويب جاء ليوسوس للمصلي في صلاته - والحمد لله -
أنَّ هذا شيءٌ لا يبطل الصَّلاة؛ ولكن على المسلم أن يقبل على صلاته، ويقطع
الوساوس وأن يتدبر القرآن الذي يقرأه أو يسمعه في الصَّلاة فيعالج هذا الأمر؛ لكنه
لا يبطل صلاته - والحمد لله.
وهذا ما ترجم له المصنف: أنَّ عمل القلب لا
يبطل الصَّلاة، وإذا أثر على المصلي فلا يدري كم صلى، فإنَّه يسجد سجدتين وهو جالس
عند السَّلام، يسجد سجدتين للسَّهو، وهذا يأتي تفصيله إنَّ شاء الله في باب السهو
في الصَّلاة.
«وَقَالَ
الْبُخَارِيُّ: قَالَ عُمَرُ: إنِّي لَأُجَهِّزُ جَيْشِي وَأَنَا فِي الصَّلاَةِ»: وهذا دليل على:
أنَّ المسلم إذا كان يفكر في عبادة، وفي شيء مشروع، أنَّ هذا لا يضر صلاته؛ لأنَّ
عمر رضي الله عنه وهو أمير المؤمنين كان يجهز الجيوش للغزو، فكان يفكر بهذا، هذا
دليل على اهتمامه بهذا الأمر، يفكر في ذلك حتى وهو في الصَّلاة، ولا يؤثر هذا على
صلاته، ما كان عمر رضي الله عنه يعيد الصَّلاة من أجل هذا.
فهذا فيه: توسعة على المسلم، لا سيما إذا كان تفكيره في أمر مشروع، فإنَّه لا يضر صلاته -والحمد لله-.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد