×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الثاني

 وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ دَخَلَ مَسْجِدَنَا هَذَا لِيَتَعَلَّمَ خَيْرًا، أَوْ لِيُعَلِّمَهُ، كَانَ كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَمَنْ دَخَلَهُ لِغَيْرِ ذَلِكَ، كَانَ كَالنَّاظِرِ إِلَى مَا لَيْسَ لَهُ»([1]). رَوَاهُ أَحْمَدُ وَابْنُ مَاجَهْ وَقَالَ: فَهُوَ بِمَنْزِلَةِ رَجُلٍ يَنْظُرُ إِلَى مَتَاعِ غَيْرِهِ»([2]).

 

هذا دليلٌ على أنَّه لا يكون في المساجد إلاَّ ما فيه الخير، من ذكر الله، الصَّلاة، تعلم العلم وتعليمه: «وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللهِ، يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ، وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ»([3])هذا مما يُشرع في المساجد، تعليم العلم، وتعلُّم العلم، وتلاوة القرآن، والصَّلاة نافلةً وفريضة... إلى غير ذلك من أنواع العبادة.

وأمَّا من يستخدم المساجد لغير ما بنيت له، فإنَّه يستخدم شيئًا في غير محله، ولن يحصل له، مثل الَّذي ينظر إلى مال غيره، إذا نظرت إلى مال غيرك هل يصير لك؟ لا، كذلك الَّذي يستخدم المساجد لأمور الدُّنيا، فلن يحصل عليها؛ عقوبةً له.


الشرح

([1])  أخرجه: ابن ماجه رقم (227)، وأحمد رقم (2587).

([2])  أخرجه: ابن ماجه رقم (227).

([3])  أخرجه: مسلم رقم (2699).