وعَنْ عَبْدِ الله
بْنِ الشِّخِّيرِ رضي الله عنه قَالَ: «رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه
وسلم يُصَلِّي وَفِي صَدْرِهِ أَزِيزٌ كَأَزِيزِ الْمِرْجَلِ مِنَ الْبُكَاءِ»([1]). رَوَاهُ
أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيُّ.
وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ
رضي الله عنهما قَالَ: «لَمَّا اشْتَدَّ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
وَجَعُهُ قِيلَ لَهُ فِي الصَّلاَةِ، فَقَالَ: «مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ
بِالنَّاسِ» قَالَتْ عَائِشَةُ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ رَقِيقٌ، إِذَا قَرَأَ
غَلَبَهُ البُكَاءُ، قَالَ: «مُرُوهُ فَيُصَلِّي» فَعَاوَدَتْهُ، قَالَ: «مُرُوهُ
فَيُصَلِّي، إِنَّكُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ»([2]). رَوَاهُ
الْبُخَارِيُّ، وَمَعْنَاهُ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ.
وهذا أيضًا يدلُّ على أنَّ البكاء في الصَّلاة
من خشية الله من سنَّة نبينا محمَّد صلى الله عليه وسلم، كما أنَّه سنَة الأنبياء
من قبله كما في الآية.
فكان صلى الله عليه
وسلم إذا كان في الصَّلاة يُسمع لصدره أَزِيزٌ، يعني: صوت «كَأَزِيزِ
الْمِرْجَلِ» أي: القدر الذي تحته النَّار تغليه ويكون له صوت من الغليان.
شبه ما يحصل من النَّبِيِّ
صلى الله عليه وسلم من البكاء من خشية الله في الصَّلاة بأزيز المرجل، فدلَّ هذا
على جواز البكاء من خشية الله في الصَّلاة.
وهذا أيضًا يدلُّ على جواز البكاء من خشية الله في الصَّلاة، فهذا أبو بكر إذا صلى بالنَّاس لا يكادون يسمعون صوته من البكاء من خشية الله عز وجل، والقصة التي في الحديث أنه: «لَمَّا اشْتَدَّ
([1]) أخرجه: النسائي رقم (1214)، وأحمد رقم (16312)، وأبو يعلى رقم (1599).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد