بِرَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم وَجَعُهُ»: في مرضه الذي مات
فيه، ولم يستطع الخروج ليصلي بالنَّاس استخلف أبا بكر، فقال: «مُرُوا أَبَا
بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ» وهذا فيه دليل على: فضل أبي بكر، وتقديمه على
غيره من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يشير إلى استخلافه بعد وفاة
الرسول صلى الله عليه وسلم وتوليته الخلافة، فراجعته عائشة رضي الله عنها لأنَّها
هي التي كانت تمرِّضه وهو في بيتها رضي الله عنها، الرسول يُمَرَّض في بيت عائشة،
فلذلك قال لها: «مُرُوا أَبَا بَكْرٍ»، فراجعته في ذلك وتلكَّأت، قالت:
إنَّه يعني: اعْتَذَرَتْ؛ لأنَّه رجل أَسِيف، أو رجل لا يسمعه النَّاس من شدة
بكائه في الصَّلاة من خشية الله عز وجل.
هذا ظاهر اعتذارها؛
ولكن هي ترمي إلى أنَّ النَّاس إذا وقف أبو بكر موقف الرسول صلى الله عليه وسلم
فإنَّهم يتقالون أبا بكر في موقف الرسول صلى الله عليه وسلم، فتريد أن يتولى هذا
الأمر غيره، ولا يكون محل تردد من النَّاس، تريد أن تدفع عن أبيها هذا الموقف؛
لأنَّه موقف عظيم، مَنْ يقفُ موقفَ الرسول صلى الله عليه وسلم ؟! وتريد أن تدفع عن
أبيها هذا الموقف فقال لها صلى الله عليه وسلم: «مُرُوا أَبَا بَكْرٍ» كرر،
«فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ».
وقوله: «إنَّكُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ» يعني: مراجعة عائشة له وتكرار هذا، هذا مثل ما حصل من النَّساء مع نبي الله يوسف عليه السلام مما قصَّه الله في القرآن، فإنَّ زوجة الملك تعلقت به تراوده عن نفسها، تريد منه أن يواقعها، فهرب منها عليه الصلاة والسلام: ﴿قَالَ مَعَاذَ ٱللَّهِۖ إِنَّهُۥ رَبِّيٓ أَحۡسَنَ مَثۡوَايَۖ إِنَّهُۥ لَا يُفۡلِحُ ٱلظَّٰلِمُونَ﴾ [يوسف: 23].
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد