ثُمَّ هرب منها يريد
الخروج فلحقت به، وجذبته في ثوبه، فانشق ثوبه من شدة جذبها له وشدة هربه منها عليه
الصلاة والسلام، فصادف أنَّ الملك واقف على الباب، فرأى مـا حـصل فقلبت الدعوة
عليه، هذا من الكيد، قلبت الدعوة عليه، ﴿قَالَتۡ مَا جَزَآءُ مَنۡ أَرَادَ
بِأَهۡلِكَ سُوٓءًا إِلَّآ أَن يُسۡجَنَ أَوۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ ٢٥ قَالَ هِيَ رَٰوَدَتۡنِي عَن نَّفۡسِيۚ﴾و هي تقول: هو راودني وأراد بي سوءًا، وهو يقول عليه الصلاة والسلام: ﴿هِيَ
رَٰوَدَتۡنِي عَن نَّفۡسِيۚ﴾، حصل خصومة في هذا ﴿وَشَهِدَ شَاهِدٞ مِّنۡ أَهۡلِهَآ﴾ بالقرينة، قال: ﴿إِن كَانَ قَمِيصُهُۥ﴾ يعني: ثوبه ﴿قُدَّ مِن قُبُلٖ فَصَدَقَتۡ وَهُوَ مِنَ ٱلۡكَٰذِبِينَ﴾ لأنَّه إذا قُدَّ من
قُبُلٍ فمعنى ذلك أنَّه مُقْبِلٌ عليها يراودها، ﴿وَإِن كَانَ قَمِيصُهُۥ قُدَّ مِن دُبُرٖ فَكَذَبَتۡ وَهُوَ مِنَ ٱلصَّٰدِقِينَ﴾ لأنَّه يدل على أنَّه هارب وهي تجره، فهذا من الحكم بالقرينة، والقرينة
تقوم مقام البينة إذا فقدت البينة، القرينة تقوم مقامها: ﴿فَلَمَّا رَءَا قَمِيصَهُۥ قُدَّ مِن دُبُرٖ قَالَ إِنَّهُۥ مِن كَيۡدِكُنَّۖ إِنَّ كَيۡدَكُنَّ عَظِيمٞ ٢٨ يُوسُفُ أَعۡرِضۡ عَنۡ هَٰذَاۚ وَٱسۡتَغۡفِرِي لِذَنۢبِكِۖ إِنَّكِ كُنتِ
مِنَ ٱلۡخَاطِِٔينَ
٢٩﴾ هذا مكر من هذه المرأة، كيد من هذه المرأة، ولكنه لم
ينجح، فظهرت براءة نبي الله يوسف، وظهر كذبها.
ثُمَّ لما سمعت النِّساء في مصر ما جرى أخذن يَلُمْنَها قائلات: ﴿ٱمۡرَأَتُ ٱلۡعَزِيزِ تُرَٰوِدُ فَتَىٰهَا عَن نَّفۡسِهِۦۖ قَدۡ شَغَفَهَا حُبًّاۖ﴾ يلمنها في ذلك، فلما سمعت بهذا، ماذا عملت من الكيد؟ دعتهنَّ إلى بيتها وهيَّأت لهنَّ مجلسًا تُظهر أنَّها تريد إكرامهنَّ في ذلك ﴿فَلَمَّا سَمِعَتۡ بِمَكۡرِهِنَّ أَرۡسَلَتۡ إِلَيۡهِنَّ وَأَعۡتَدَتۡ لَهُنَّ مُتَّكَٔٗا وَءَاتَتۡ كُلَّ وَٰحِدَةٖ مِّنۡهُنَّ سِكِّينٗا﴾ كأنها - والله أعلم - تريد
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد