×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الثاني

وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: سَمِعْت رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَنْ صَلَّى صَلاَةً لَمْ يَقْرَأْ فِيهَا بِأُمِّ الْقُرْآنِ فَهِيَ خِدَاجٌ»([1]). رَوَاهُ أَحْمَدُ وَابْنُ مَاجَهْ. وَقَدْ سَبَقَ مِثْلُهُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه.

وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: «أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَمَرَهُ أَنْ يَخْرُجَ فَيُنَادِيَ أَنْ: «لاَ صَلاَةَ إلاَّ بِقِرَاءَةِ فَاتِحَةِ الْكِتَابِ، فَمَا زَادَ»([2]). رَوَاهُ أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُد.

 

 لأنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «لاَ صَلاَةَ»، والنفي لا شك أنَّه موجه إلى الحقيقة لا إلى الكمال، موجه للحقيقة، يعني: فلا صلاة صحيحة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب، لا صلاة صحيحة.

والذين يقولون: إنَّها ليست واجبة، يقولون: لا صلاة كاملة. توجه النفي إلى الكمال.

ولكن الأصل: أنَّ النفي للحقيقة وليس إلى الكمال.

قوله: «لاَ تُجْزِئُ صَلاَةٌ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ»: هذا صريح أنَّ قوله: «لاَ صَلاَةَ» يبين قول: «لا تجزئ» أن المراد أن النفي للحقيقة وليس للكمال، وأن من لم يقرءها فإنها لا تجزئ.

«خِدَاجٌ»: يعني: ناقصة، لأنَّ ولد الناقة إذا ولدته قبل تمامه يسمى: «خِدَاجٌ».

«أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَمَرَهُ»: يعني: أبا هريرة.

قوله: «فَمَا زَادَ»: يعني: من السورة بعدها.

******


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (395).

([2])  أخرجه: أبو داود رقم (820)، وأحمد رقم (9529).