وَعَنْ عَائِشَةَ
رضي الله عنها قَالَتْ: سَمِعْت رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَنْ
صَلَّى صَلاَةً لَمْ يَقْرَأْ فِيهَا بِأُمِّ الْقُرْآنِ فَهِيَ خِدَاجٌ»([1]). رَوَاهُ
أَحْمَدُ وَابْنُ مَاجَهْ. وَقَدْ سَبَقَ مِثْلُهُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ
رضي الله عنه.
وَعَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: «أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَمَرَهُ أَنْ
يَخْرُجَ فَيُنَادِيَ أَنْ: «لاَ صَلاَةَ إلاَّ بِقِرَاءَةِ فَاتِحَةِ الْكِتَابِ،
فَمَا زَادَ»([2]). رَوَاهُ
أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُد.
لأنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «لاَ
صَلاَةَ»، والنفي لا شك أنَّه موجه إلى الحقيقة لا إلى الكمال، موجه للحقيقة،
يعني: فلا صلاة صحيحة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب، لا صلاة صحيحة.
والذين يقولون: إنَّها ليست
واجبة، يقولون: لا صلاة كاملة. توجه النفي إلى الكمال.
ولكن الأصل: أنَّ
النفي للحقيقة وليس إلى الكمال.
قوله: «لاَ تُجْزِئُ
صَلاَةٌ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ»: هذا صريح أنَّ قوله:
«لاَ صَلاَةَ» يبين قول: «لا تجزئ» أن المراد أن النفي للحقيقة وليس
للكمال، وأن من لم يقرءها فإنها لا تجزئ.
«خِدَاجٌ»: يعني: ناقصة،
لأنَّ ولد الناقة إذا ولدته قبل تمامه يسمى: «خِدَاجٌ».
«أَنَّ النَّبِيَّ
صلى الله عليه وسلم أَمَرَهُ»: يعني: أبا هريرة.
قوله: «فَمَا زَادَ»: يعني: من السورة
بعدها.
******
([1]) أخرجه: مسلم رقم (395).
الصفحة 2 / 531
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد