أَن تَقُومَ فِيهِۚ فِيهِ رِجَالٞ
يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْۚ وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلۡمُطَّهِّرِينَ﴾ [التوبة: 108] ثناء على أهل قباء
وعلى هذا المسجد، فله فضل، تسن زيارته لمن كان بالمدينة من أهلها أو قادمًا إليها
أن يزوره ويصلي فيه؛ اقتداءً بالنَّبِيّ صلى الله عليه وسلم.
وليس في المدينة مسجد
يُخص بالزيارة إلاَّ مسجدان: مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، ومسجد قباء، أمَّا
غير مساجد المدينة فلا فضيلة لبعضها على بعض، ولا يجوز أن تخص بالزيارة، والصلاة
فيها كلها سواء، لما زار النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أهل قباء أخبروه بصنيع هذا
الإمام وأنَّه يقدِّم قراءة سورة الإخلاص على السور التي يقرؤها في صلاته بهم،
سأله النَّبيّ صلى الله عليه وسلم عن هذا السبب، لماذا تصنع هذا؟ قال: لأنَّي
أحِبُّها، قال: «إنَّ حُبُّك لها أَدْخَلَكَ الجنَّة»، وفي حديث آخر:
لأنَّها صفة الرحمن، وأنَّا أحِبُّها، فقال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم: «إنَّ
حُبُّك لها أَدْخَلَكَ الجنَّة»، فأقره النَّبيّ صلى الله عليه وسلم على ذلك.
فدلَّ على: جواز تكرار السورة
في الركعتين، وعلى فضل سورة الإخلاص، وأن حبها فيه فضل على غيرها؛ لأنَّها تعدل
ثلث القرآن كما في الحديث الصحيح، وقد ألَّفَ شيخ الإسلام ابن تيمية رسالة طويلة
اسمها «جواب أهل العلم والإيمان أن سورة الإخلاص تعدل ثلث القرآن».
شهد له الرسول صلى الله عليه وسلم بالجنَّة في حبِّه لسورة الإخلاص، وأقره على تكرارها.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد