×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الثاني

وَعَنْ أَبِي حُمَيْدٍ رضي الله عنه أَنَّهُ قَالَ وَهُوَ فِي نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم: «أَنَا كُنْتُ أَحْفَظَكُمْ لِصَلاَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، رَأَيْتُهُ إِذَا كَبَّرَ جَعَلَ يَدَيْهِ حِذَاءَ مَنْكِبَيْهِ، وَإِذَا رَكَعَ أَمْكَنَ يَدَيْهِ مِنْ رُكْبَتَيْهِ، ثُمَّ هَصَرَ ظَهْرَهُ، فَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ اسْتَوَى حَتَّى يَعُودَ كُلُّ فَقَارٍ مَكَانَهُ، فَإِذَا سَجَدَ وَضَعَ يَدَيْهِ غَيْرَ مُفْتَرِشٍ وَلاَ قَابِضِهِمَا، وَاسْتَقْبَلَ بِأَطْرَافِ أَصَابِعِ رِجْلَيْهِ القِبْلَةَ، فَإِذَا جَلَسَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ جَلَسَ عَلَى رِجْلِهِ اليُسْرَى، وَنَصَبَ اليُمْنَى، وَإِذَا جَلَسَ فِي الرَّكْعَةِ الآخِرَةِ قَدَّمَ رِجْلَهُ اليُسْرَى، وَنَصَبَ الأُخْرَى وَقَعَدَ عَلَى مَقْعَدَتِهِ»([1]). رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَقَدْ سَبَقَ لِغَيْرِهِ بِلَفْظٍ أَبْسَطَ مِنْ هَذَا.

 

قوله: «فَمَكِّنْ لِسُجُودِكَ»: يعني مكِّن لأعضاء سجودك: جبهتك وأنفك ويديك وركبتيك وقدميك، لا ترفع شيئًا من أعضاء السجود أثناء السجود.

قوله: «فَإِذَا جَلَسْتَ»: يعني: بين السجدتين أو في التشهد الأول.

قوله: «فَاجْلِسْ عَلَى رِجْلِكَ الْيُسْرَى»: يعني: تفترشها بأن تجعل ظهرها على الأرض وتقعد على أعلاها وتنصب اليمنى. هذا هو الافتراش.

أبو حميد: هو عبد الرحمن، وقيل: المنذر بن سعد الساعدي.

قوله: «كُنْتُ أَحْفَظَكُمْ لِصَلاَةِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم »: هذا فيه دليل على اهتمام الصحابة بحفظ صفة صلاة الرسول صلى الله عليه وسلم، كيف كان يصلي؟ ليقتدوا به عليه الصلاة والسلام.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (828).