وَعَنِ ابْنِ
عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى صَلاَةً،
فَقَرَأَ فِيهَا فَلُبِسَ عَلَيْهِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ لأُِبَيٍّ:
«أَصَلَّيْتَ مَعَنَا؟» قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: «فَمَا مَنَعَكَ؟»([1]). رَوَاهُ أَبُو
دَاوُد.
الرَّسول صلى الله
عليه وسلم قرأ في صلاته من سورة البقرة، فلُبِّس عليه آية، انغلقت عليه، عليه
الصلاة والسلام، فلم يَرُدّ عليه أحدٌ، فلما سلَّم، فإذا هو بأبي ابن كعب رضي الله
عنه، وكان أبيٌّ من حفاظ القرآن، مشهور بحفظه للقرآن في عهد الرسول صلى الله عليه
وسلم، من حملة القرآن، فالرَّسول صلى الله عليه وسلم سأله: «هل صليت معنا؟»:
هل كنت حاضرًا الصلاة وشهدت ما انغلق عليَّ من الآية؟ «قَالَ: نَعَمْ، قَالَ:
فَمَا مَنَعَك؟» يعني: أن تفتح عليَّ وتبين لي ما انغلق عليَّ من الآية.
فيه: دليل على أن الفتح
على الإمام مشروع في الصَّلاة، ولا تسكت وأنت عندك معرفة بالآية التي انغلقت على
الإمام، لا تسكت.
***
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (1030)، والنسائي رقم (1252).
الصفحة 2 / 531
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد