بَابُ:
تَحْرِيمِ لُبْسِ الْحَرِيرِ وَالذَّهَبِ
عَلَى الرِّجَالِ دُونَ النِّسَاءِ
لما فرغ المؤلف رحمه
الله من اللِّباس في الصَّلاة -ستر العورة - انتقل إلى أحكام اللِّباس عمومًا؛
وذلك لأنَّ الإنسان بحاجة إلى اللِّباس الَّذي يستره ويجمِّل هيئته، ويدفئه من
البرد، فهو من نعم الله عز وجل، قال تعالى: ﴿يَٰبَنِيٓ ءَادَمَ قَدۡ أَنزَلۡنَا
عَلَيۡكُمۡ لِبَاسٗا يُوَٰرِي سَوۡءَٰتِكُمۡ وَرِيشٗاۖ وَلِبَاسُ﴾هذا ستر العورة، ﴿وَرِيشٗاۖ﴾ يعني: زينة، تتجملون به،
ثُمَّ نبه إلى لباس أحسن وأتمَّ وهو لباس التَّقوى، فقال جل وعلا: ﴿وَلِبَاسُ
ٱلتَّقۡوَىٰ ذَٰلِكَ خَيۡرٞۚ ذَٰلِكَ مِنۡ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ لَعَلَّهُمۡ
يَذَّكَّرُونَ﴾[الأعراف:26]، فكما تستر عورتك
الحسيَّة باللِّباس المعروف، يجب أن تستر عورتك المعنوية والخلقية، وذلك بتقوى
الله سبحانه وتعالى، الَّتي تجمِّلك على الحقيقة، وكم ممن هو لابس الملابس
الجميلة؛ لكنه عارٍ من التَّقوى، لا يخاف الله ولا يتقيه، والشاعر يقول:
إذَا المرءُ لمْ
يلبسْ ثيابًا من التُّقَى *** تقلَّبَ عُريانًا وإنْ كانَ كاسِيَا
يعني: بالثّياب؛ لكن إذا فَقَدَ
تقوى الله فإنه عارٍ في الحقيقة، فعلى المسلم أن يتذكر هذا: ﴿وَلِبَاسُ
ٱلتَّقۡوَىٰ ذَٰلِكَ خَيۡرٞۚ﴾ خير من لباس البدن.
الحرير: نوع من القماش يخرج
من دودة القز.
والدودة: حشرة صغيرة يخرج هذا الحرير منها، وهذا من عجائب قدرة الله سبحانه وتعالى، وهذا الحرير الخالص حرام على الرجال من هذه الأمَّة، مباحٌ للإناث؛ لأن الإناث محتاجة إلى الزينة.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد