×
اَلتَّعْلِيقَاتُ اَلتَّوْضِيحِيَّةُ عَلَى مُقَدِّمَةِ اَلْفَتْوَى اَلْحَمَوِيَّةِ

مقدِّمةُ المعلِّقِ

****

الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، وصلَّى اللهُ وسلَّم على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وأصحابِه أجمعين. أمَّا بعدُ:

فإنَّ اللهَ جل جلاله جعلَ العُلماءَ وَرثةَ الأنبياءِ كما قالَ صلى الله عليه وسلم: «وَإِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الأَْنْبِيَاءِ» ([1])، معنى ذلك أنَّهم يَتلَقَّوْن العِلمَ المَوروثَ عن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم نقيًّا صحيحًا، ثمَّ يُبَلِّغُونه للأمَّةِ، ويَدْعون إليه، ويَرُدُّون ما أُلْصِقَ بهذا الدِّينِ من البدعِ والمُحدثاتِ، والأقوالِ المُخالفةِ للكتابِ والسُّنَّةِ؛ وهذا هو التَّجديدُ الَّذي قال فيه النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللهَ يَبْعَثُ إِلَى هَذِهِ الأُْمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَهَا» ([2])، التَّجديدُ معناهُ: إظهارُ الدِّينِ الصَّحيحِ المَوروثِ عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، ونَفيُ ما عَلِقَ به منَ البِدعِ والمُحدثاتِ والأقوالِ المُخالفةِ لهَدْي الرَّسولِ صلى الله عليه وسلم، والرُّجوعِ بالنَّاسِ إلى الدِّينِ الصَّحيحِ، لا الدِّينِ المُزيَّفِ الَّذي يَتوارَثَهُ النَّاسُ من غيرِ بَصيرةٍ، حَسَبَ العاداتِ والتَّقاليدِ، وما يُحدِثُه أهْلُ الضَّلالِ ويَنسِبونه إلى الدِّينِ، فلو بَقِيَ الأمرُ على هذا، لضَلَّ النَّاسُ عن دِينِ اللهِ عز وجل، ولغيرِ الدِّينِ. إلاَّ أنَّ اللهَ سبحانه وتعالى يأبَى إلاَّ أنْ يُتِمَّ نُورَه، وقد تَعَهَّدَ اللهُ، وتَكفَّلَ بحِفْظِ هذا الدِّينِ، قال تَعالى: ﴿إِنَّا نَحۡنُ نَزَّلۡنَا ٱلذِّكۡرَ وَإِنَّا لَهُۥ لَحَٰفِظُونَ [الحجر: 9]، ومِن حِفْظِ اللهِ لهذا الدِّينِ أنْ يُوجِدَ من العلماءِ الرَّبَّانيِّين الرَّاسخينَ في


الشرح

([1])أخرجه: أبو داود رقم (3641)، والترمذي رقم (2682)، وابن ماجه رقم (223)، وأحمد رقم (21715).

([2])أخرجه: أبو داود رقم (4291)، والحاكم رقم (8592)، والطبراني في « الأوسط » رقم (6527).