ليُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ
الظُّلماتِ إلى النُّورِ بإذْنِ ربِّهم إلى صِراطِ الْعَزيزِ الحَميدِ
****
ليُخْرِجَ الرَّسولُ بالكِتابِ المُنزَّلِ النَّاسَ مِن ظُلماتِ الكُفْرِ والشِّرْكِ إلى نُورِ الإيمانِ والتَّوحيدِ، والعِلمِ النَّافعِ، فالعِلمُ نُورٌ، والجَهلُ ظُلماتٌ، والكُفرُ ظُلماتٌ، والإيمانُ نُورٌ، والشِّركُ ظُلماتٌ، والتَّوحيدُ نُورٌ، هذا الَّذي به بعثَ النَّبيُّ؛ ليُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلماتِ إلى النُّورِ، وأصْلُ ذلك مَعرِفةُ اللهِ جل وعلا بأسمائِه وصفاتِه، وعبادَتُه وحدَهُ لا شَريكَ له، هذا هو الخُروجُ منَ الظُّلماتِ إلى النُّورِ؛ لأنَّهم كانوا يَعبُدون الأصْنامَ والأحْجارَ والأشْجارَ، وكلٌ يَعبُدُ ما تَهْواهُ نَفْسُه، وما زَيَّنَ له شياطِينُ الإنسِ والجنِّ، وهذه ظُلماتٌ، أمَّا التَّوحيدُ الذي هو إفرادُ اللهِ بالعِبادةِ، فهذا هو النُّورُ، والرَّسولُ صلى الله عليه وسلم بُعثَ ليُخرِجَ النَّاسَ من ظُلماتِ الكُفْرِ والشِّرْكِ والجَهْلِ باللهِ عز وجل إلى نُورِ العِلمِ واليَقينِ، ومَعرفةِ اللهِ بأسمائِه وصِفاتِه، والقيامِ بعُبوديَّتِه وحدَه لا شَريكَ له: ﴿الٓرۚ كِتَٰبٌ أَنزَلۡنَٰهُ إِلَيۡكَ لِتُخۡرِجَ ٱلنَّاسَ مِنَ ٱلظُّلُمَٰتِ إِلَى ٱلنُّورِ﴾[إبراهيم: 1]،﴿ٱللَّهُ وَلِيُّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ يُخۡرِجُهُم مِّنَ ٱلظُّلُمَٰتِ إِلَى ٱلنُّورِۖ وَٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَوۡلِيَآؤُهُمُ ٱلطَّٰغُوتُ يُخۡرِجُونَهُم مِّنَ ٱلنُّورِ إِلَى ٱلظُّلُمَٰتِۗ﴾ [البقرة: 257]، فإنَّ الجَهْلَ باللهِ هو: الظُّلماتُ، والعِلمُ باللهِ هو: النُّورُ.﴿بِإِذۡنِ رَبِّهِمۡ﴾ [إبراهيم: 1]، يعني بشَرْعِه ودِينِه، فَالإِذْنُ على قسمَيْنِ: إِذْنٌ قَدَريٌّ كَونِيٌّ، وإِذْنٌ شَرعيٌّ ([1])و«صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ» هو صِراطُ اللهِ، اللهُ هو العَزيزُ الحَميدُ سبحانه وتعالى، وصِراطُه هو الطَّريقُ المُوصِلُ إليه، وهو التَّوحيدُ والإيمانُ،
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد