وشَهِدَ له بأنَّه بعَثَهُ
داعِيًا إليه بإِذْنِه وسِراجًا مُنيرًا،
****
والعَملُ الصَّالحُ:﴿وَأَنَّ هَٰذَا صِرَٰطِي
مُسۡتَقِيمٗا فَٱتَّبِعُوهُۖ وَلَا تَتَّبِعُواْ ٱلسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمۡ عَن
سَبِيلِهِۦۚ﴾ [الأنعام: 153]،﴿ ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَٰطَ
ٱلۡمُسۡتَقِيمَ ٦ صِرَٰطَ ٱلَّذِينَ
أَنۡعَمۡتَ عَلَيۡهِمۡ غَيۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَيۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّآلِّينَ ٧﴾ [الفاتحة: 6- 7]،
أي غيرِ صراطِ المَغضوبِ عَلَيْهم، وغيرِ صِراطِ الضَّالِّينَ، فإنَّ النَّاسَ
لا يَخرُجون عن هذهِ الأقسامِ الثَّلاثةِ:
إمَّا مُنعَمٌ عليهم وهمُ: الَّذينَ سَلَكُوا الصِّراطَ المُستقيمَ، وسارُوا
على عِلْمٍ، وإمَّا مَغضُوبٌ عليهِم وهمُ: الَّذينَ عَرَفُوا العِلْمَ، ولم
يَعْمَلوا به، واتَّبَعُوا أهواءَهم، وإمَّا ضالُّون وهمُ: الَّذينَ
يَعبُدُونَ اللهَ على جَهْلٍ، ولا يَعرِفون العِلمَ؛ فالنَّاسُ ثلاثةُ أقسامٍ: أهْلُ
العِلْمِ والعَملِ، وهؤلاءِ هم أهْلُ الصِّراطِ المُستقيمِ، وأهْلُ العِلْمِ
بدُونِ عَملٍ، وهؤلاءِ مَغضوبٌ عَلَيهم؛ لأنَّهم عَرَفُوا الحقَّ، ولم يَعْمَلوا
به، وقامَتْ عليهِمُ الحُجَّةُ، وإمَّا ضالُّون، وهمُ الَّذين لا يرجِعُون إلى
العِلْمِ، وإنَّما يَعبُدون اللهَ بأهوائِهم وعاداتِهِم وتقاليدِهم من غيرِ دليلٍ،
وإنَّما يعبُدُونَه بالبِدعِ والمُحدثاتِ والخُرافاتِ الَّتي زَيَّنَها لهم
شياطينُ الإنسِ والجِنِّ، فلا نجاةَ إلاَّ للفَريقِ الأوَّلِ، وأمَّا الفريقين
الثاني والثالث، فهم ضالُّون ومَغضوبٌ عليهم، وهُمْ أهْلُ الظُّلماتِ -والعِياذُ
باللهِ-.
شَهِدَ اللهُ لنَبِيِّه صلى الله عليه وسلم بأنَّه بعَثَه داعِيًا إليه بإِذْنِه، قالَ تَعالى:﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ إِنَّآ أَرۡسَلۡنَٰكَ شَٰهِدٗا وَمُبَشِّرٗا وَنَذِيرٗا ٤٥ وَدَاعِيًا إِلَى ٱللَّهِ بِإِذۡنِهِۦ وَسِرَاجٗا مُّنِيرٗا ٤٦﴾ [الأحزاب: 45- 46]، هذه شهادةٌ منَ اللهِ لهذا الرَّسولِ صلى الله عليه وسلم بأنَّه شاهِدٌ على النَّاسِ يومَ القِيامةِ، لئَلاَّ يقولوا: ما جاءَنا مِن نَذيرٍ، واللهُ
الصفحة 1 / 226
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد