وأنَّهُ
فَوقَ العَرْشِ، وأنَّهُ فوقَ السَّماءِ، مثل قولِه تعالى: ﴿إِلَيۡهِ يَصۡعَدُ ٱلۡكَلِمُ ٱلطَّيِّبُ وَٱلۡعَمَلُ ٱلصَّٰلِحُ
يَرۡفَعُهُۥۚ﴾ [فاطر: 10]
****
العرشُ هو سَقفُ المَخلُوقاتِ، وهو أعَلَى المخلوقات، وأَعظَمُ المخلوقاتِ،
واللهُ سبحانه وتعالى فوقَ العرشِ فَوقِيَّةً تَلِيقُ بِجَلالِهِ، ليستْ
كَفَوْقِيَّةِ المَخلُوقِ عَلَى المَخلُوقِ؛ فلا يُقالُ: إنَّهُ مُحتاجٌ للعرشِ،
بل اللهُ فوقَ العَرشِ، وليسَ مُحتاجًا إليهِ، بل العَرشُ هو المُحتاجُ إِلَى
اللهِ عز وجل: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ
يُمۡسِكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ أَن تَزُولَاۚ وَلَئِن زَالَتَآ إِنۡ
أَمۡسَكَهُمَا مِنۡ أَحَدٖ مِّنۢ بَعۡدِهِۦِٓۚ﴾ [فاطر: 41]،
فالسمواتُ والأرضُ والعرشُ والمَخلُوقاتُ كُلُّها مُحتاجةٌ إِلَى اللهِ عز وجل،
وأمَّا اللهُ فهو غَنِيٌّ عنها، فليس معنى أنَّهُ عَلَى العَرشِ أو ﴿ٱسۡتَوَىٰ عَلَى ٱلۡعَرۡشِۖ﴾ [الأعراف: 54]
أنَّهُ مُحتاجٌ إليهِ، بل العرشُ هو المحتاجُ إِلَى اللهِ؛ لأنَّهُ مخلوقٌ، واللهُ
هو الَّذِي يُمسِك العرشَ، ويُمسِكُ السَّماواتِ، ويُمسِكُ الأرض.
«السَّماء» لَفظٌ يُطلَقُ، ويُرادُ به مَعنيانِ:
يُطلَقُ، ويرادُ به العُلُوُّ، فيُقالُ: اللهُ فِي السَّماءِ، يعني: فِي
العُلُوِّ.
ويُطلَق ويُرادُ به السَّماوات المَبنِيَّة، فاللهُ فوقَ السَّماواتِ
الطِّباقِ المَخلُوقةِ.
هذا مِن أدِلَّةِ عُلُوِّهِ سبحانه وتعالى؛ لأنَّ الصُّعودَ إليه مَعناهُ الارتِفاعُ إليهِ، فدَلَّ عَلَى عُلُوِّهِ عَلَى خَلْقِهِ، وقولُه:﴿وَٱلۡعَمَلُ ٱلصَّٰلِحُ يَرۡفَعُهُۥۚ﴾ معناه: أنَّ العمَلَ الصَّالِحَ يَرفَعُ الكَلامَ الطَّيِّبَ؛ لأنَّ القولَ لا يَنفَعُ إذا لم يَكُنْ معه عَملٌ صالِحٌ.
الصفحة 1 / 226
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد