وقَدْ
قِيلَ أنَّ الجَعْد أخَذَ مقَالَتَه عنْ أبَانِ بن سَمْعَانَ، وأخَذَها أبَانُ
عَنْ طَالُوتِ بن أخْتِ لبيدِ بنِ الأعْصَمِ، وأخَذَهَا طَالُوتُ من لبيدِ بنِ
الأعْصَمِ اليَهُودِيِّ السَّاحِرِ الَّذي سَحَر النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم ([1]). وكَانَ
الجَعْدُ هَذَا فِيمَا قِيلَ مِنْ أهْلِ حرَّانَ.
****
والجَهْمُ بنُ صَفْوَانَ أخَذَ هَذَا المَذْهَبَ عَنِ الجَعْدِ، ونَسَبَتْ
إِلَيْه الجَهْمِيَّة، فالجَعْدُ أصْلُ المَذْهَبِ، لكِنْ نُسِبَ إلَى الجَهْمِ؛
لأنَّهُ هُو الَّذي أظْهَر هَذِهِ المَقَالَة الخَبِيثَة، فنُسِبَتْ إلَيْهِ.
هَذَا سَنَدُ الجَهمِيَّة، إمَامُهُم الجَهْم بنُ صَفْوَانَ أخَذَ عنِ
الجَعْدِ بنِ دِرْهَمٍ، عَنْ أبَانِ بنِ سَمْعَانَ، عنْ طَالُوتَ، عَنْ لبيدِ بنِ
الأعْصَمِ اليَهودِيِّ، الَّذي سَحَرَ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم. يا لَهُ منْ
سَنَدٍ قَبِيحٍ!
فهُوَ أخَذَ هَذِهِ المقَالَة عَنِ اليَهُودِ، وأيْضًا أخَذَهَا عَنْ جَمَاعَةِ النَّمْرُودِ في أرْضِ حرَّانَ، وهُمُ الصَّابِئَةُ الَّذِينَ يعْبُدُونَ الكَوَاكِبَ، فهُوَ أخَذَهَا عَنِ اليَهُودِ والصَّابِئَة. وهذَا مَعْنَى قوْلِ الشَّيخ فِيمَا سَبَق عنْ قَوْل جَهْم: إنَّما هُو مَأخُوذٌ عنْ تَلامِذَةِ اليَهُودِ والمُشْرِكِينَ وضُلاَّل الصَّابِئَةِ.
الصفحة 1 / 226
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد