×
اَلتَّعْلِيقَاتُ اَلتَّوْضِيحِيَّةُ عَلَى مُقَدِّمَةِ اَلْفَتْوَى اَلْحَمَوِيَّةِ

وهَذِه التَّأوِيلاَت المَوجُودَة اليَوْمَ بأيْدِي النَّاسِ مثْل أكْثَرِ التَّأوِيلاَتِ الَّتي ذَكَرهَا أبُو بكْر بْنُ فورك ([1]) فِي كِتَابِ «التَّأوِيلاَتِ».

****

 مِنْهُ - كبِشْر المرِّيسيِّ وأحْمَد بنِ أبِي دُؤَاد، وغَيْرِهم مِن عُلَمَاءِ الضَّلاَلِ، والتَّحذِيرُ مِنْهُم كَثِيرٌ مَعْرُوف، وهَذَا ممَّا ينْصُر اللهُ بهِ دِينَهُ، فأهْلُ الحَقِّ يردُّونَ عَلَى أهْلِ البَاطِل، وينْقُضُونَ شُبَهَهُم: ﴿كَذَٰلِكَ يَضۡرِبُ ٱللَّهُ ٱلۡحَقَّ وَٱلۡبَٰطِلَۚ فَأَمَّا ٱلزَّبَدُ فَيَذۡهَبُ جُفَآءٗۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ ٱلنَّاسَ فَيَمۡكُثُ فِي ٱلۡأَرۡضِۚ كَذَٰلِكَ يَضۡرِبُ ٱللَّهُ ٱلۡأَمۡثَالَ [الرعد: 17].

التَّأويلاَتُ: جَمْعُ تَأوِيلٍ، والتَّأوِيلُ يُطلَقُ ويُرَادُ بِهِ: التَّفْسِير، ويُطْلَقُ ويُرَادُ بِهِ: صَرْفُ اللَّفْظِ عَنْ ظَاهِرِهِ، وهَذَا هُوَ المقْصُودُ هُنَا، ويُطلَقُ ويُرادُ بِهِ، مَا يَؤولُ إلَيْه الأمْرُ في النِّهايَةِ، والشَّيْخ يَقْصِدُ المَعْنَى الثَّانِي: وَهُو صَرْفُ اللَّفْظِ عَنْ ظَاهِرِه؛ لأنَّهُم صَرَفُوا النُّصُوصَ عَن ظَاهِرِهَا، وقَالُوا: ظَاهِرُهَا غَيْر مُرَادٍ، إنَّمَا يُرَادُ بِهَا مَعَانٍ أخْرَى. أوْ لاَ يَعْلَمُهَا إلاَّ اللهُ، ويُفَوِّضُونَها، هَذَا مَذْهَبُ أهْلِ الضَّلاَلِ.


الشرح

([1])هو: شَيخُ المتكَلِّمِينَ أبُو بكْر محمَّد بن الحسن بن فورك الأصبهَانيُّ، درَسَ مذهب الأشَاعِرَة عَلَى أبي الحسن الباهليِّ تلميذ أبي الحسن الأشعري، دُعِيَ إلى غَزْنةَ وجرَتْ لَهُ منَاظَرَات، وكَانَ شديد الرد عَلَى ابن كرَّام، ثم عاد إلى نيسابور فسمُّوهُ في الطَّريقِ سنةَ ست وأربعمائة، وكَانَ مولده سنة خمس وثمانين وثلاثمائة، انظر: « سير أعلام النبلاء » (17/ 314، 315)، و« العبر » (3/ 97)، و« الوافي بالوفيات » (2/ 254)، و« الأنساب » (2/ 211)، و« شذرات الذهب » (3/ 181).