وذلك في سَنةِ ثمانٍ وتِسعينَ وسِتِّمائَةٍ، وجرى بسبَبِ هذا الجوابِ
أمورٌ ومِحَنٌ، وهو جوابٌ عظيمُ النَّفعِ جدًّا، فقالَ السَّائلُ: ما قَوْلُ
السَّادةِ العُلماءِ أئمَّةِ الدِّينِ في آياتِ الصِّفاتِ، كقوْلِه تَعالى: ﴿ٱلرَّحۡمَٰنُ عَلَى ٱلۡعَرۡشِ ٱسۡتَوَىٰ﴾ [طه:
5]، وقوْلِه تَعالى: ﴿ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰٓ إِلَى ٱلسَّمَآءِ وَهِيَ
دُخَانٞ﴾ [فصلت: 11]، إلى غير ذلك من الآياتِ،
****
يعني: أنَّ الجوابَ صدَرَ منه في
هذا التَّاريخِ.
منَ المُحاكَماتِ والسِّجنِ والإهانةِ.
هذا الجوابُ في هذه الرِّسالةِ عظيمُ النَّفعِ جدًّا؛ لأنَّ فيه قَواعدَ
عظيمةً لطالبِ العِلمِ.
أي: هذا هو الواجِبُ: أنَّ المَسائلَ والمَشاكلَ يُرجَعُ فيها إلى أهْلِ
العِلمِ، ولا يُرجَعُ فيها إلى الجُهَّالِ والمُتعالِمين، أو يُرجَعُ فيها إلى
أهْلِ الضَّلالِ والانحرافِ، وإنَّما يُرجَعُ فيها إلى أهْلِ التَّحقيقِ
والبَصيرةِ.
أي: من آياتِ الصِّفاتِ الَّتي حصَلَ فيها سُوءُ الفَهْمِ مَسألةُ الاستِواءِ على العَرْشِ، فإنَّ اللهَ أخبرَ عَن نَفْسِه جل وعلا أنَّه استَوَى على العَرْشِ في سَبعةِ مواضِع ([1]) من كتابِه، في كلِّها يقولُ: ﴿ٱسۡتَوَىٰ عَلَى ٱلۡعَرۡشِۖ﴾ [يونس: 3]، فدلَّ على أنَّه استِواءٌ حقيقيٌّ، ليس استواءً كما يقولُه المُبتدعَةُ بمعنى: الاستِيلاءِ، حيثُ يقولون: ﴿ٱسۡتَوَىٰ عَلَى ٱلۡعَرۡشِۖ﴾ بمعنى: استَوْلَى على العَرْشِ، زادوا لامًا من عِندِهم في كتابِ اللهِ،
الصفحة 1 / 226
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد