فَلاَ
يُمَثِّلونَ صِفَات اللهِ بصِفَات خَلْقِه، كمَا لاَ يُمَثِّلُونَ ذَاته بذَاتِ
خَلْقِه. ولاَ يَنفُون عنْهُ مَا وَصفَ بهِ نفسه، أَو وَصَفَه بهِ رسوله صلى الله
عليه وسلم.
فيُعطِّلُونَ أَسمَاءَهُ الحُسنَى وصِفَاتِه العلاَ، ويُحَرِّفُون
الكلِمَ عنْ مَوَاضِعه، ويُلْحِدُونَ فِي أَسمَاءِ اللهِ وآيَاتِهِ.
****
خَلْقهِ، فالمُعطِّلة غَلَوْا فِي التَّنْزيهِ، والمُشَبهَة غَلَوْا فِي
الإثْباتِ، وأهْلُ السنَّة تَوَسطُوا؛ فأثْبتُوا للهِ أَسمَاء وصِفَات خِلاَفًا
للمُعطِّلَة، ونَفَوْا عنْهُ المُشَابهة خِلاَفًا للمُمَثَّلة والمُشَبهَة، فهُمْ
وَسطٌ وللهِ الحَمْد، سلِمُوا مِنَ الآفَتَيْنِ: مِنَ التَّعطِيل، ومِنَ
التَّمْثِيل.
هَذِهِ القَاعدَة فِي مَذْهَب السلَف: أنَّه دَائِمًا مَذْهَب الاعتِدَال
بيْنَ طَوَائِف الضَّلاَلِ﴿وَكَذَٰلِكَ
جَعَلۡنَٰكُمۡ أُمَّةٗ وَسَطٗا﴾ [البقرة: 143]، فكمَا أنَّ الأمَّة وَسطٌ بيْنَ
الأُمَمِ، فأهْلُ السنَّة وَسطٌ بيْنَ الفِرَقِ الضَّالَّة.
خِلافًا للمُمَثِّلَة والمُشَبهَة، فتَشْبيه الخَالِق بمَخْلُوقٍ نَقْص فِي
حَقِّ اللهِ عز وجل.
ولاَ يَغْلُونَ فِي التَّنْزِيهِ حَتَّى يَنْفُوا مَا أثْبتَه لنَفْسه مِنَ
الأَسمَاء والصِّفَات.
الإِلْحَادُ هُو: المَيْل، ومِنْه سمِّيَ اللَّحْد فِي القَبر! لأنَّه مَائِلٌ عنْ سمْتِ القَبر، فالإِلْحَاد فِي اللُّغَة: المَيْل، والمُرَاد بهِ هُنَا: المَيْل عنِ الحَقِّ، اللهُ سبحانه وتعالى قَالَ: ﴿وَلِلَّهِ ٱلۡأَسۡمَآءُ ٱلۡحُسۡنَىٰ فَٱدۡعُوهُ بِهَاۖ وَذَرُواْ ٱلَّذِينَ يُلۡحِدُونَ فِيٓ أَسۡمَٰٓئِهِۦۚ﴾ [الأعراف: 180]، يُلْحِدُونَ فِيهَا: إمَّا بالتَّعطِيل والتَّحْرِيفِ، وإمَّا بالتَّكيِيفِ والتَّمْثِيلِ، والحَقُّ إثْباتهَا كمَا جاءَت علَى مَا دلَّت علَيْه.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد