بَلْ هذا خُلاصَةُ الدَّعوةِ
النَّبوِيَّةِ وزُبْدَةُ الرِّسالةِ الإِلَهِيَّةِ.
****
التَّوحِيدُ هو خُلاصَةُ دَعوةِ الأنبياءِ عَليهِمُ الصَّلاةُ والسَّلامُ،
لا سِيَّما خاتِمُهُم وإمامُهم نَبِيُّنا محمد صلى الله عليه وسلم. وهو مَعرِفةُ
اللهِ وَعِبادتُهُ، وطلَبُ الوصولِ إليهِ. ذلك هو غايةُ دَعوةِ الأنبياءِ مِن
أَوَّلِهم إِلَى آخِرِهم، وما عَدا ذلك، فَهُوَ وَسيلةٌ إليهِ، كُلُّ رَسُولٍ
يَقولُ لِقَومِهِ:﴿يَٰقَوۡمِ ٱعۡبُدُواْ
ٱللَّهَ مَا لَكُم مِّنۡ إِلَٰهٍ غَيۡرُهُۥٓ﴾ [الأعراف: 59]، هذا
هو الَّذِي جاءتْ به الرُّسُلُ، ودَعتْ إليه، وأَمَرتْ بِه، وكيفَ نعبدُ اللهَ،
ونحنُ لا نُؤمِنُ بأسمائِهِ وَصِفاتِهِ؟! لا يُمكن هذا، إذا لم نُؤمِنْ بأسمائِه
وصفاتِه، فإنَّنا نَجهلُ حَقَّهُ وعَظمَتَهُ، نحنُ ما رأيناهُ بأعْيُنِنا، ولكنْ
عَرَفناهُ بآياتِه وأسمائِه وصفاتِه؛ لأنَّ هذا الكونَ شاهدٌ بأنَّ له خالقًا،
يستحقُّ العبادةَ، لا يَستحِقُّها غيرُهُ. الكونُ كُلُّهُ بسمائِه وأرضِهِ،
وشَمْسِه وقَمَرِهِ ونُجُومِه، وبَرِّهِ وبَحْرِه، والكائنات التي تعيشُ فيه كُلُّها
دَالَّةٌ عَلَى اللهِ جل وعلا.
كما قال الشَّاعِرُ:
وفِي كُلِّ
شَيْءٍ لَهُ آيَةٌ |
|
تَدُلُّ عَلَى
أَنَّهُ وَاحِدُ |
هذهِ هي الآياتُ الكونِيَّةُ. وأمَّا الآياتُ القرآنيَّةُ فهي واضحةٌ فِي هذا الأمْرِ، كُلُّها تَدُلُّ عَلَى اللهِ، وتأمرُ بِمعرفَتِه وعِبادَتِه، والتَّقرُّبِ إليهِ، وطَلبِ مَرْضاتِهِ.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد