وَهُوَ مِنَ
التَّأوِيلِ الَّذِي يعلَمُه الرَّاسخُونَ فِي العلْم، وأمَّا كيْفِيَّة ذَلِك
الاستِوَاء فَهُوَ التَّأوِيل الَّذِي لاَ يَعلَمُه إلاَّ اللهُ تَعالَى.
وقَدْ رُوِيَ عنِ ابنِ عباس رضي الله عنهما مَا ذَكرَهُ عبد
الرَّزَّاقِ ([1])
وغَيْرُه فِي تَفسيرِهم عنْهُ أنَّه قَالَ: «تَفسيرُ القُرآنِ علَى أرْبعة أوْجه:
تَفْسير تَعرفُه العرَب مِن كلاَمِهَا، وتَفْسير لاَ يُعذَر أحَدٌ بجهَالَتِهِ،
وتَفْسيرٌ يَعلَمُه العلَمَاء،
****
وعلَى هَذَا يكونُ الوَقْف علَى قَوْلِه تَعالَى:﴿وَٱلرَّٰسِخُونَ فِي ٱلۡعِلۡمِ﴾[آل عمران: 7].
كذَلِك النُّزُولُ: «يَنْزِلُ رَبنَا إِلىَ السمَاءِ الدُّنْيَا» النُّزولُ
مَعرُوفٌ، ويكونُ مِن أعلَى، أمَّا كيفَ يَنزِلُ رَبنا، فهَذَا لاَ يَعلَمُه إلاَّ
اللهُ سبحانه وتعالى.
لاَ يُعذَر أحَدٌ بجهَالَتِه مثْل: التَّوحِيدِ والشِّرْك، والصَّلاَةِ
والصِّيَامِ، وتَحْرِيم الرِّبا، وتَحْرِيم الزِّنَا، وتَحْرِيم المَيْتَة،
وتَحْرِيم الخَمْر، هَذِهِ أشْيَاء ظَاهِرَة لكلِّ أحَدٍ، حَتَّى العوَام.
أي: مِن لُغتِهَا الَّتِي تتَخَاطَب بهَا؛ لأنَّ القُرآنَ نَزَلَ بهَا.
لاَ يَعرِفُه العوَامُّ؛ لأنَّه يَحتَاج إِلىَ تَعلُّم.
([1])هُوَ عبد الرزاق بن همام بن نافع الإِمام الحافظ أبو بكر الصنعاني الحميري، مولده سنة ست وعشرين ومائة، ومات باليمن فِي النصف من شوال سنة إحدى عشرة ومائتين.
انظر: «تاريخ دمشق» (36/ 160)، و«الوافي بالوفيات» (18/ 244)، و«وفيات الأعيان» (3/ 216)، و«طبقات الحفاظ» (ص 158).
الصفحة 1 / 226
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد