وهَذِهِ طَرِيقَة الباطِنيَّة
المَلاَحِدَة، والإسمَاعيليَّة ([1])، ونَحْوهِم.
وأمَّا أهْلُ التَّأوِيلِ:
****
الإسمَاعيليَّة: نِسبة إِلىَ إسمَاعيل بنِ جعفَر؛ لأنَّ أئمَّة الشِّيعة
مَعرُوفُونَ، مِنْهُم جعفَر الصَّادِق، وكانَ لَهُ ولَدَانِ: مُوسى الكاظِم ([2]) بن جعفَر الصَّادِق
وإسمَاعيل بنُ جعفَر، وإسمَاعيلُ مَاتَ قَبلَ أبيهِ، أمَّا مُوسى الكاظِم فإنَّه
عاشَ بعد أبيهِ، فَهُوَ الَّذِي آلَتْ إلَيْه الإِمامة عنْد الجعفَرِيَّة؛ ولذَلِك
أتْباعه يُسمَّوْن بالمُوسوِيَّة والجعفَرِيَّة.
والقِسم الثَّانِي قَالُوا: إسمَاعيل هُوَ الأكبر، وقَدِ انتَقَلَت الإِمامةُ
مِنْ أَبيهِ جعفَر إلَيْه؛ لأنَّه هُوَ الكبيرُ، ويُسمَّوْن بالإسمَاعيليَّة.
هَذَا الصِّنْفُ الثَّانِي، وهُم أهْلُ التَّأوِيلِ الَّذِينَ صَنَّف الشَّيْخ رحمه الله هَذِهِ الرِّسالَة ردًّا علَيْهم، وهُم الَّذِينَ يقُولُونَ: الأَسمَاء والصِّفَات ليْست علَى ظَاهِرِهَا؛ لأنَّ ظَاهِرَها يقْتَضِي التَّشْبيه، وإنَّمَا تَؤوَّل إِلىَ مَعانٍ أخْرَى لَيْس فِيهَا تَشْبيه.
([1])هِيَ إحدى فرق الشيعة الباطنية، نسبوا إِلىَ إسماعيل بن جعفر، وزعموا أن دور الإِمامة يتم بسبعة، وهم يزعمون أن الشريعة لها ظاهر وباطن، وأن الظاهر للعوام والباطن للخواص، وغرضهم من هَذَا إبطال الشرع والانسلاخ من الدين. انظر: «تلبيس إبليس» (1/ 125)، و«مجموع الفتاوى» (4/ 162)، و«التعارف» للمناوي (ص 62).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد