فأجابَ:
الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، قوْلُنا فيها ما قالَهُ اللهُ ورسولُه صلى الله عليه
وسلم، والسَّابقُون الأوَّلُون منَ المُهاجِرين والأنصارِ، والَّذين اتَّبَعُوهم
بإحسانٍ،
****
بدأَ بالحَمدِ عمَلاً بحديثِ مَشروعيَّةِ البَداءةِ بالحَمدِ للهِ ([1])، وقد بُدئَ
المُصحفُ الشَّريفُ بـ ﴿ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ
رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ﴾، فالْحَمدُ للهِ يُبدَأُ بها في مَهامِّ الأُمورِ، كانَ
النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم يَبدأُ خُطَبَه بـ﴿ٱلۡحَمۡدُ
لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ﴾ ويَبدأُ رَسائِلَه إذا أَرسَلَ إلى أحَدٍ بالحَمدِ للهِ
ربِّ العالمينَ، ويَكْفي في هذا كتابُ اللهِ، فإنَّك إذا فَتحْتَ المُصحَفَ أوَّلَ
ما تَقرأُ: ﴿ٱلۡحَمۡدُ
لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ﴾ [الفاتحة: 2]، وبدأَ اللهُ بها الخَلقَ: فقالَ: ﴿ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِي
خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ وَجَعَلَ ٱلظُّلُمَٰتِ وَٱلنُّورَۖ﴾[الأنعام: 1]،
ويُنهِي بها الخَلقَ: ﴿وَقُضِيَ
بَيۡنَهُم بِٱلۡحَقِّۚ وَقِيلَ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ﴾ [الزمر: 75]، وقالَ
سبحانه وتعالى: ﴿لَهُ ٱلۡحَمۡدُ
فِي ٱلۡأُولَىٰ وَٱلۡأٓخِرَةِۖ﴾ [القصص: 70]، فالحَمدُ يُبدأُ به، ويُختَمُ به، وهو
الثَّناءُ على اللهِ سبحانه وتعالى بما هو أهْلُه.
هذا هو الواجِبُ في الأسماءِ والصِّفاتِ، وفي مسائلِ العِلمِ عُمومًا، لكنَّ الأسماءَ والصِّفاتِ بالذَّاتِ؛ لأهمِّيتِها، ولأنَّها حصَلَ فيها الخَوضُ، فنَحنُ نقولُ فيها: ما قالَهُ اللهُ، وما قالَهُ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وما قالَهُ الصَّحابةُ منَ المُهاجِرين والأنصارِ الَّذينَ هم تَلاميذُ الرَّسولِ صلى الله عليه وسلم، وما قالَهُ التَّابعون لهم بإحسانٍ، قالَ اللهُ سبحانه وتعالى: ﴿وَٱلسَّٰبِقُونَ ٱلۡأَوَّلُونَ مِنَ ٱلۡمُهَٰجِرِينَ وَٱلۡأَنصَارِ وَٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُم بِإِحۡسَٰنٖ رَّضِيَ ٱللَّهُ عَنۡهُمۡ وَرَضُواْ
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد