×
اَلتَّعْلِيقَاتُ اَلتَّوْضِيحِيَّةُ عَلَى مُقَدِّمَةِ اَلْفَتْوَى اَلْحَمَوِيَّةِ

هذهِ المواضِعُ السَّبعةُ هي: الأعرافُ ويُونسُ، والرَّعدُ، وفِي طهَ، وفِي الفرقانِ، وفِي سُورةِ السَّجدةِ، وفِي سُورةِ الحَديدِ، أَثبتَ اللهُ فِيها استواءَهُ عَلَى العرشِ. وأهلُ الضَّلالِ يَقُولُونَ:«استوى» يعني: استَولَى عَلَى العرشِ، زادُوا حرفَ«اللاَّمِ»، مِثْلَما زادَ اليهودُ حرفَ«النُّون» فِي قولِهم:«حِنْطَة» بدلَ«حِطَّة» فِي قولِه تعالى:﴿وَقُولُواْ حِطَّةٞ [البقرة: 58]، أي: حط عنا ذنوبنا، قيل لهم: قولوا: حطة، ولكنهم حرفوا، وقالوا: حنطة، قال تعالى:﴿فَبَدَّلَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ قَوۡلًا غَيۡرَ ٱلَّذِي قِيلَ لَهُمۡ [البقرة: 59].

فالأشاعِرةُ ([1]) فِي زيادةِ اللاَّمِ فِي«استوَى» مِثل اليهودِ زَادُوا، فِي التَّوراةِ حرفًا فِي«حِطَّة»، هذا من ناحيةٍ.

النَّاحِية الثَّانِية: أنَّهُ لو كان المرادُ بالاستواءِ الاستيلاءَ عَلَى العرشِ، لم يَكُن للعَرْشِ مِيزَةٌ، فاللهُ مُستول عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مِنَ المَخلُوقاتِ، فلماذا خُصَّ العَرْشُ؟

ثالثًا: الاستيلاءُ عَلَى الشَّيءِ يَدلَ عَلَى أنَّهُ مِن قبلُ ليس فِي يَدِهِ، وإِنَّما هو فِي يَدِ غيرهِ، كما يُقالُ: استَوْلَى المَلِكُ عَلَى البَلَدِ الفُلانِيِّ، يَعنِي: أنَّهُ مِنْ قَبْلُ لَيْسَ فِي مُلكِهِ، ولما تَغلَّبَ عَلَى غَيرِهِ فيه استولَى عليهِ.


الشرح

([1])نسبة إلى أبي الحسن علي بن إسماعيل بن أبي بشر إسحاق بن سالم الأشعري، ولد سنة ستين ومئتين، توفِي ببغداد سنة أربع وعشرين وثلاثمائة. انظر: تاريخ بغداد (11/ 346)، ووفيات الأعيان (3/ 284)، وسير أعلام النبلاء (15/ 85).