وابسُطُوا القَوْلَ في ذلك
مَأْجُورينَ إنْ شاءَ اللهُ تَعالى؟
****
ويَدخلُ فيه الأسماءُ والصِّفاتُ، ويُسمَّى بالتَّوحيدِ العِلْميِّ
وتَوحيدٌ في الطَّلبِ والقَصْدِ، وهذا هو توحيدُ الألوهيَّةِ، وهذا يُسمَّى:
بالتَّوحيدِ العَمَليِّ.
لكن لمَّا حصلَ في الأسماءِ والصِّفاتِ الخَوضُ الكثيرُ عندَ المُتأخِّرين،
احتاجَ العُلماءُ إلى أنْ يُفصِّلُوا توحيدَ الأسماءِ والصِّفاتِ، ويَجعَلُوا
قِسْمًا ثالثًا؛ منْ أجْلِ الرَّدِّ على هؤلاءِ، وبيانِ الحقِّ في ذلك، فالتَّوحيدُ
على سبيلِ الإجمالِ نَوْعانِ:
النَّوعُ الأوَّلُ: توحيدُ الرُّبوبيَّةِ، ويدخلُ فيه الأسماءُ والصفاتُ.
والنَّوعُ الثَّاني: توحيد الألوهية.
وهذه الأقسامُ مأخوذةٌ منَ الكِتابِ والسُّنَّةِ بالاستِقراءِ، وليسَت منِ
اصطلاحِ الخَلقِ، كما يقولُه الجَهَلَةُ والمُغرِضُون.
يطلُبُ السَّائلُ منَ الشَّيخِ رحمه الله أنْ يَبسُطَ القَولَ، ولا يَختَصِرَ
في ذلك، وقد حقَّقَ له طَلبُه، لقد بَسطَ القَولَ في هذا الجَوابِ؛ حتَّى تكونَ
منه هذه الرِّسالةُ الضَّخمةُ.
أي: ليكونَ لكمُ الأجْرُ منَ اللهِ على بَيانِ العِلمِ للنَّاسِ وتَوضيحِ الحقِّ، ولا شكَّ أنَّ هذا فيه أعظمَ الأجرِ، وهو أنفَعُ من صلاةِ النَّافلةِ، فطَلبُ العِلمِ، وبَيانُ العلمِ أفضلُ منَ الاشتِغالِ بنَوافلِ العِباداتِ؛ لأنَّ العِلمَ يتَعدَّى نَفْعُه للنَّاسِ، وأمَّا نوافلُ العِباداتِ، فإنَّ نَفْعَها قاصِرٌ على صاحِبِها، فالَّذي يُصَلِّي اللَّيلَ، أو يصومُ النَّهارَ نَفْعُه خاصٌّ به، ولا يَستفيدُ النَّاسُ منه، لكنْ إذا جلسَ للعِلمِ والتَّدريسِ، والفَتْوَى وإجابةُ الأسئلةِ، فهذا يَتعدَّى نَفْعُه.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد