فأهْلُ التَّخْيِيلِ: هُمُ
المُتَفَلْسفَة ومَنْ سلَك سبيلَهُم مِنْ مُتَكلِّمٍ ومُتَصَوِّفٍ، وَمُتَفَقِّهٍ.
****
لاَ تُعلَمُ، ولاَ يُعرَفُ
معنَاهَا، نتْلُوهَا، ونُفَوِّضُ معنَاهَا إِلىَ اللهِ، فالرسول والصَّحَابة يجهَلُونَ
معانِي هَذِهِ النُّصُوصِ، ويفَوِّضُونَ معنَاهَا إِلىَ اللهِ.
الفَلاَسفَة: هُمُ الَّذِينَ يَدَّعونَ الحِكمَة ومَعرِفَة الأُمُورِ،
ولاَ يؤْمِنُونَ بالرُّسل، بلْ يَرَوْنَ أنَّهُم أعلَمُ مِنَ الرُّسل، وأنَّهُمْ
يعرِفُونَ مَا لاَ يَعرِفُه الرُّسل.
المُتَكلِّم: هُوَ الَّذِي يَستَدِلُّ بعلْم الجدَل وعلْم الكلاَم فِي
المُنَاظَرَة ولاَ يَستَدِلُّ بالكتَاب والسنة.
والمُتَصَوِّف: فِي الأصْلِ هُوَ المُبالِغ فِي الزُّهْد والتَّعبد، وقَدْ
اخْتَلَفُوا فِي وجهِ تسمِيَتِهم بذَلِك. اختْلَفُوا فِي تَفسيرِه، فمِنْهُم مَنْ
يقُولُ: إنَّ التَّصوُّف مَأخُوذٌ مِنَ الصُّوفِ؛ لأنَّ المُتَصَوِّفَة يَلْبسون
الصُّوفَ، ويَتَقَشَّفُون؛ لذَلِك سمُّوا بالصُّوفِيَّة؛ لأنَّ شِعارَهُم لبس
الصُّوفِ مِنَ الزُّهْد، وَهَذَا أقْرَب. ومِنْهُم مَنْ يقُولُ: سمُّوا
بالصُّوفيَّة نِسبة إِلىَ أهْلِ الصُّفَّة الَّذِينَ علَى عهْد النَّبيِّ صلى الله
عليه وسلم، وهُم الَّذِينَ وَفَدُوا علَى المَدِينَة لطَلَب العلْم، ولَيْس لهُم
أهْل فِيهَا ولاَ مَالٌ، فأنْزَلَهُم النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم فِي صُفَّة فِي
المَسجد، وجعلَ يطْعمُهُم مِنَ الصَّدَقَاتِ وممَّا يسر اللهُ عز وجل، وَهَذَا
لَيْس بصَحِيح، لَيْس اسمُ الصُّوفيَّة مَأخُوذ مِنْ هَذَا؛ لوُجودِ فَرْق بيْنَ
هَؤلاَءِ وهَؤلاَءِ.
ومِنْهُم مَنْ يقُولُ: سمُّوا الصُّوفِيَّة مِنَ الصَّفَاء؛ لأنَّ قُلوبهُم صَافِيَة، وَهَذَا أيضًا غَلَطٌ، والصَّحِيحُ الأوَّل: أنَّهُم سمُّوا صُوفيَّة؛ لأنَّهم يتَقَشَّفُونَ، ويُظْهِرُونَ النُّسك والزُّهدَ، ويَلْبسونَ الصُّوفَ.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد