فإنَّهُم
يقُولُونَ: إنَّ مَا ذَكرَهُ الرسول صلى الله عليه وسلم مِنْ أمْرِ الإِيمَانِ
باللهِ واليَوْمِ الآخِرِ إنَّمَا هُوَ تَخْييلٌ للحَقَائِق لينْفَع بهِ الجمهُورَ،
لاَ أنَّه بيَّن بهِ الحَقَّ، ولاَ هَدَى بهِ الخَلْق، ولاَ أوْضَحَ الحَقَائِق.
ثُمَّ هُم علَى قِسمَيْنِ: منْهُم مَنْ يَقُولُ: إنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم
لَمْ يعلَمِ الحَقَائِقَ علَى مَا هِيَ علَيْه.
ويقُولُونَ: إنَّ مِنَ الفَلاسفَة الإلَهِيَّة
****
فلاَ يخْرُج عنِ الكتَاب والسنَّة إلاَّ مَن يُؤوَّلُ إِلىَ الضَّلاَلِ، وإنْ
كانَ فِي بدَايَة أمْرِه يُرِيدُ الخَيْر ونيَّته صَالِحَة، لكنْ يتَطَوَّر
الأمْرُ، والشَّيْطَان لاَ يَقِفُ عنْد حَدٍّ، وإنَّمَا يتَدَرَّج بالإنْسانِ.
ولاَ يَقْمَع الشَّيْطَانَ إلاَّ التمسك بالكتَاب والسنَّة.
والمُتَفَقِّهُ: الَّذِي لَمْ يتَكامَل فقْهُه يَضُرُّ نفْسه، ويضُرُّ
النَّاس إذَا أفْتَى بغَيْرِ علْمٍ.
أصْحَاب التَّخْيِيلِ يَقُولُونَ: إنَّ هَذَا الَّذِي قَالَه الرسول لَيْس
حَقِيقَة، وإنَّمَا هُوَ تَخْيِيلٌ لأَجلِ مَصْلَحَةِ النَّاس، فَهُوَ مِنَ الكذِب
مِنْ أجلِ المَصْلَحَة، كمَا يقُولُونَ. قَبحَهُمُ اللهُ.
ثُمَّ انقَسمُوا إِلىَ قِسمَيْنِ:
القِسم الأوَّل: مَنْ يَقُولُ: إنَّ الرسول يَعرِفُ الحَقِيقَة،
ولَكنَّه لَم يُبيِّنْها. وَهَذَا مَعناهُ التَّضْلِيلُ للنَّاس.
القِسم الثَّانِي: مَنْ يَقُولُ: الرسول لاَ يَعرِفُ الحَقِيقَة! ولذَلِك
تَكلَّم بخِلاَفِهَا. وَهَذَا تجهِيلٌ للرسول.
الفَلاسفَة علَى قِسمَيْن: فَلاسفَة يعتَرِفُونَ بالإلَهِ، وفَلاسفَةٌ مَلاحِدَة لاَ يَعتَرِفُونَ برَب.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد