فتَأْوِيلُ
الصِّفَات الَّذِي لاَ نعرِفُه هُوَ الحَقِيقَة الَّتِي انفَرَدَ اللهُ بعلْمِها،
وَهُوَ الكيْف المَجهُولُ الَّذِي قَالَ فِيهِ السلَفُ؛ كمَالِك وغَيْرِه: «الاستِوَاء
مَعلُومٌ، والكيْف مَجهُولٌ» ([1]).
فالاستِوَاءُ مَعلُوم يُعلَمُ مَعنَاهُ وتَفْسيرُه ويُتَرْجمُ بلُغَة
أخْرَى،
****
تَأوِيلُ الصِّفَات علَى هَذَا
هُوَ حَقِيقَتُها وكيفيَّتُها، وَهَذَا لاَ يَعلَمُه إلاَّ اللهُ، أمَّا
مَعنَاهَا، وَهُوَ التَّفْسيرُ فنَحْنُ نعرِفُه.
ولهَذَا السلَف يقُولُونَ: المَعنَى معلُوم، والكيْفُ مَجهُول، وهَذِهِ
قَاعدَة عظِيمَة: أنَّ مَعنَى الصِّفَات مَعلُوم لَنَا، وأمَّا كيْفِيَّتها فَهِي
مجهُولَة، كمَا قَالَه الإِمام مَالِك رحمه الله وغَيْرُه.
كمَا قَالَ مَالِك ورَبيعةُ وأمُّ سلَمَةَ وغَيْرُهم مِنَ السلَفِ.
قَولُهُم: الاستِوَاء مَعلُوم، أيْ: يُعلَمُ مَعنَاهُ، فاستَوى علَى
العرْشِ، يَعنِي: علا علَيْه، وارْتَفَع علَيْه. واستَوى الزَّرْع علَى سوقِه،
يَعنِي: ارْتَفَع سنْبلُه علَى قَصَبه، فمَعنَاه العلُوُّ والارْتِفَاع، هَذَا
مَعنَاه فِي اللُّغَة، لَكن كيْفِيَّة استِوَاء اللهِ علَى عرْشِه مَجهُولَة
لَنَا، ونَحْن نقُولُ: استَوى علَى العرْشِ يَعنِي: علاَ وارْتَفَع علَى العرْشِ،
وكيْفِيَّة استِوَائِه لاَ نَعلمُهَا؛ لأنَّه لاَ يَعلَمُهَا إلاَّ اللهُ سبحانه
وتعالى.
يُتَرْجم أيْ يُنْقَل مِنَ اللُّغَةِ العرَبيَّة إِلىَ لُغَة أخْرَى؛ لأنَّه مَعرُوفٌ، لَوْ كانَ غَيْر مَعرُوفٍ مَا أمْكنَتْ تَرجمَتُه.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد