×
اَلتَّعْلِيقَاتُ اَلتَّوْضِيحِيَّةُ عَلَى مُقَدِّمَةِ اَلْفَتْوَى اَلْحَمَوِيَّةِ

ثُمَّ الكَلامُ عَنهُم فِي هذا البابِ أَكْثَرُ مِن أنْ يُمْكِنَ سَطْرُهُ فِي هذه الفَتْوَى أو أضْعافِها، يَعرِفُ ذلِكَ مَن طَلَبَهُ وتَتبَّعَهُ.

****

وهذا أعظَمُ الضَّلالِ؛ لأنَّهُ اتَّهَم خِيرَة الخَلْقِ -وهُم القُرونُ المُفضَّلة- اتَّهمَهُم بالجَهلِ، وعدَمِ العِلْمِ، أو أنَّهُم عَرَفُوا الحَقَّ، ولكنَّهُم لم يَعتقِدُوهُ، واعتَقدُوا خِلافَهُ، وهذا مِن أعْظَمِ الضَّلالِ أيضًا. فَمَنْ عَرفَ حَالَ الصَّحابَةِ والتَّابِعينَ وأَتباعِ التَّابِعينَ، وَسِيرَتَهُم فِي العِلْمِ، واجتِهادِهِم فِي طَلَبِ العِلْمِ والعبادةِ، وأنَّهُم أَفْنَوْا أعْمارَهُم فِي هذا المِضمَارِ. أفْنَوْا أعْمارَهُم فِي تَحصِيلِ العِلْمِ والعَمَلِ بهِ والعبادَةِ! كما هو مَعروفٌ: مِنَ التَّارِيخِ، وَمِنْ سِيَرِهِم، ومِن آثارِهم الَّتِي خَلَّفُوها مِن العلومِ النَّافِعَةِ، ومِن الرِّواياتِ الصَّحِيحةِ الَّتِي تَدلُّ عَلَى أنَّهُم كانَ لهم اهتمامٌ بهذا الأمرِ يَفُوقُ اهتمامَ غيرِهم، وأنَّ هذا أهَمُّ شَيْءٍ عِندهم.

أي: الكلامُ الَّذِي تكلَّم به السَّلَفُ فِي بابِ الأسماءِ والصِّفاتِ والعقيدةِ والتَّوحِيد كلامٌ كثيرٌ، لا تَحوِيهِ هذه الفَتْوَى وهذا الجوابُ، ولكنَّهُ مَبسوطٌ فِي المَوسُوعاتِ المَروِيَّةِ عنهم، وهي مُدوَّنَةٌ ومَحفوُظَةٌ، وللهِ الحمدُ، مِثل: كُتُبِ التَّوحِيد، وكُتُب السُّنَّةِ، وكُتُب الإيمانِ، وكُتُب الشَّريعَةِ. والرِّواياتُ عنهُم معروفةٌ ومبسوطةٌ، وفاضتْ بها الكُتُبُ المطبوعةُ، مِثل: كِتاب «شَرْح أُصُولِ الإيمانِ» للالكائي، ومثل: كتاب «السُّنَّة» لعبد الله بن الإمام أحمد، وكتاب «السنة» للخلال، وكتاب «الشريعة» للآجري، وكتاب «التَّوحِيد» لابن خُزَيمة، وكُتُب التَّوحِيد لابن منده، وغير ذلك من كُتُبِهم والمَروِيَّات عنهم، فهي مُدوَّنة وكثيرةٌ، لكن هذه الفَتْوَى إِنَّما ذَكَرَ فيها الشَّيخُ شيئًا يسيرًا عنهم ومِن بابِ النَّمُوذج.


الشرح