وظنُّوا أنَّ التَّأوِيلَ فِي
كلاَمِ اللهِ هُوَ التَّأوِيلُ المَذْكور فِي كلاَمِ المُتأخِّرِينَ، وغَلَطُوا
فِي ذَلِك. فإنَّ التَّأوِيلَ يُرَادُ بهِ ثَلاَثُ مَعانٍ: فالتَّأْوِيل فِي
اصْطِلاَح كثِير مِنَ المُتأخِّرِينَ هُو: صَرْف اللَّفْظ عن الاحْتِمَال الرَّاجح
إِلىَ الاحْتِمَال المَرْجوح لدَلِيلٍ يَقْتَرِن بذَلِك.
فلاَ يَكونُ مَعنَى اللَّفْظ المُوَافِق لدَلاَلَةِ ظَاهِرِه
وتَأْوِيلاً علَى اصْطِلاَح هَؤلاَءِ، وظَنُّوا أنَّ مُرَادَ اللهِ بلَفْظِ
التَّأوِيلِ ذَلِك، وأنَّ للنُّصُوصِ تَأوِيلاً مخَالِف لمَدْلُولِها لاَ يعلَمُه
إلاَّ اللهُ، أَوْ يعلَمُه المُتَأَوِّلُون.
****
وَهَذَا لَيْس هُوَ المُرادُ بالآيَةِ الَّتِي استدَلُّوا بهَا؛ لأنَّه
نَوْع مُحْدَثٌ أحْدَثَه المُتأخِّرُونَ.
أيْ: لاَ يَكونُ تَفْسيرُ اللَّفْظ بمَعنَاه المُوَافِق للُّغَة العربيَّة
تأْوِيلاً.
ظنُّوا أنَّ المُرادَ بالتَّأوِيل الوَارِد فِي كلاَمِ اللهِ هُوَ هَذَا
التَّأوِيل المُحْدَث عنِ المُتأخِّرِينَ، وَهُوَ صَرْف اللَّفْظ عنْ ظَاهِرِه
إِلىَ مَعنًى آخَر يُعيِّنُونَهُ هُمْ.
لأنَّ المُعطِّلَةَ والمُفَوِّضَةَ كلُّهُم فَهِمُوا مِنَ النُّصُوصِ مَا لاَ يَلِيقُ باللهِ عز وجل، فالمُعطِّلَة أوَّلُوها إِلىَ غَيْر ظَاهِرِها، والمُفَوِّضَة قَالُوا: لَيْست علَى ظَاهِرِهَا، فنُفَوِّضُ مَعنَاهَا.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد