ومذْهَبُ النُّفَاةِ مِن
هَؤُلاَءِ في الرَّبِّ أنَّه لَيْس لَهُ إلاَّ صِفَات سَلْبِيَّة، أو إضَافِيَّة
أو مرَكَّبَة مِنْهَا.
وهُمُ الَّذِينَ بُعِثَ إبْرَاهِيمُ الخَليلُ إلَيْهِم.
****
السَّلْبِيَّة من السَّلْب«النَّفْي»،
فلاَ يصِفُونَ اللهَ إلاَّ بالنَّفْي، فيقُولُونَ: اللهُ لَيْس لَهُ وَجْه، لَيْس
لَهُ يدٌ، لَيْس لَهُ-، اللهُ لَيْسَ فِي جِهَة: لاَ فَوْقَ، ولاَ تَحْتَ، ولاَ
يُمْنَة، ولاَ يُسْرَة، إلى آخِرِه، لَيْس عِندَهُم إلاَّ النَّفْي في حَقِّ اللهِ
سبحانه وتعالى، حتَّى يجْعَلُوهُ مَعدُومًا، تعَالَى اللهُ عَنْ ذَلِكَ.
والصِّفَةُ الإضَافِيَّة الَّتي لا تُتَصَوَّر إلاَّ مَعَ غَيْرِهَا،
مِثْل: وَالِد، هَذَا مَا يُتصَوَّر إلاَّ إِذَا كَانَ مَعَه وَلَد، وكَلِمَة فَوْقَ
لا يُتصَوَّر إلاَّ إذَا كَانَ تَحْتَه شَيْء، هَذِهِ الصِّفَات الإضَافِيَّة،
وهِيَ الصِّفَة الَّتي لا تُتصَوَّر إلاَّ بإضَافَتِها إلَى غَيْرِهَا.
أو مرَكَّبة منَ السَّلبيَّة والإضَافيَّة، وكِلاهُمَا بَاطلٌ.
إبْرَاهِيمُ عليه السلام أرْسَلَهُ اللهُ إلى الصَّابِئَة في بِلاَدِ بَابِلَ مِنَ العِرَاقِ، ثمَّ لَمَّا تمَرَّدُوا عَلَيْه، وعَصَوْا، وألْقَوْه فِي النَّار، وأنْجَاهُ اللهُ مِنْها، هَاجَر إلى الشَّام: ﴿وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَىٰ رَبِّيٓۖ﴾ [العنكبوت: 26]، فهَاجَرَ مِنْ أرْضِ بَابِلَ إلى أرْضِ الشَّام، ووَضَعَ بعْضَ ذُرِّيَّته في الشَّام، ووَضَعَ بعْضَهُم في مكَّة وَهُو إسْمَاعِيلُ وأمُّهُ ﴿وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَىٰ رَبِّي سَيَهۡدِينِ﴾ [الصافات: 99].
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد