وما قالتِ العُلماءُ،
****
الحديثَ كما جاءَ، ولا نَتدخَّلُ
بأفهامِنا وعُقولِنا القاصرةِ، فنَنفِي عنِ اللهِ ما أثْبَتَه لنَفْسِه، بل
نُثبِتُ أنَّ له قَدمًا، وأنَّ له رِجْلاً، وأنَّ له ساقًا كما جاءَ في الأحاديثِ،
ولا نتدخَّلُ؛ لأنَّ اللهَ جل وعلا ليس كَمِثْلِه شيءٌ، فلا نقولُ: إنَّ هذه
مَوجودةٌ في المَخلوقينَ فإذا أثْبَتْناها شَبَّهْنا اللهَ بالمَخلوقينَ، تقولُ:
هذا مع الفارقِ، فيه فَرْقٌ بينَ صفاتِ اللهِ وصفاتِ خلقِه، فصِفاتُه على ما يَليقُ
به سبحانه وتعالى، ولا نَتكلَّفُ.
أي: بَيِّنُوا ما الَّذي قالتِ العُلماءُ في هذه الآياتِ وهذه الأحاديثِ؟
يَقصِدُ بالعُلماءِ: العلماءَ الرَّاسخينَ الَّذينَ يُؤخَذُ بقَوْلِهم، لا عُلماءَ
الضَّلالِ، ولا المُتعالِمين، ولا الجُهَّالَ، فإنَّما يُسألُ العلماءُ
الرَّبانيُّون الرَّاسخونَ في العِلمِ، فهمُ الَّذين يُعتَبَرُ قولُهم وفتواهُم،
فإثباتُ الأسماءِ والصِّفاتِ هو القِسمُ الثَّالثُ من أقسامِ التَّوحيدِ،
فالتَّوحيدُ ثلاثةُ أقسامٍ: توحيدُ الرُّبوبيَّةِ: وهو تَوحيدُ اللهِ بأفعالِه. جل
وعلا. كالخَلقِ، والرِّزقِ، والإحياءِ والإماتَةِ، وتدبيرِ الكَونِ.
وتوحيدُ الألوهيَّةِ: وهو تَوحيدُ اللهِ بأفعالِ العبادِ الَّتي شَرَعَها لهم
يَتقرَّبُون بها إليه مِثْلُ: الدُّعاءِ، والصَّلاةِ، والذَّبْحِ، والنَّذْرِ
وغيرِ ذلك.
النَّوعُ الثَّالثُ: توحيدُ الأسماءِ والصِّفاتِ: وهو إثباتُ ما أثبَتَه اللهُ لنَفْسِه منَ الأسماءِ والصِّفاتِ، وتنزيهُ اللهِ عمَّا نزَّهَ نَفْسَه عنهُ منَ النَّقائصِ والعُيوبِ، على مُوجِبِ ما جاءَ في الكِتابِ والسُّنَّةِ، وهذا القِسمُ في الحَقيقةِ داخلٌ في توحيدِ الرُّبوبيَّةِ، ولذلك بعضُ العلماءِ يقولُ: التَّوحيدُ نَوْعانِ على سَبيلِ الإجمالِ: تَوحيدُ المَعرفةِ والإثباتِ، وهذا هو توحيدُ الرُّبوبيَّةِ،
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد