وأنَّ
طَرِيقةَ الخَلَفِ هي استخراجُ مَعاني النُّصُوصِ المَصرُوفَةِ عَنْ حَقائِقِها
بأنواعِ المجازاتِ وغَرائِبِ اللُّغاتِ. فهذا الظَّنُّ الفاسدُ أَوْجَبَ تلك
المقالةَ الَّتِي مَضمُونُها نَبْذُ الإسلامِ وَراءَ الظَّهْرِ، وقَد كَذَبُوا
عَلَى طريقَةِ السَّلَفِ، وَضلُّوا فِي تَصوِيبِ طَريقَةِ الخَلَفِ؛ فَجَمعُوا
بينَ الجَهْلِ بِطَريقَةِ السَّلَفِ فِي الكَذِبِ عليهِم، وبينَ الجَهْلِ والضَّلالِ
بِتَصوِيبِ طَرِيقَةِ الخَلَفِ.
وَسَببُ ذَلِكَ اعتِقادُهُم أنَّهُ ليسَ فِي نَفْسِ الأمْرِ صِفَةٌ
دَلَّتْ عَلَيها هذه النُّصُوصُ للشُّبُهاتِ الفاسِدَةِ الَّتِي شارَكُوا فيها
إِخوانَهُم من الكافرينَ،
****
الخَلَفُ يَصرِفُونَ النُّصُوصَ عن
مَعانِيها الصَّحِيحةِ، ويقولونَ: هذا هو العلم، وهذا هو التفسير الصَّحِيح. ومَضمونُ
مَقالةِ مَنْ فَضَّلَ الخَلَفَ عَلَى السَّلَفِ فِي العِلْمِ: نَبْذُ دِينِ
الإسلامِ وراءَ ظُهورِهِم، وقَدْ كَذَبُوا عَلَى السَّلَفِ؛ حيثُ وَصَفُوهم
بالجهلِ والتَّفويضِ، وضَلُّوا فِي الثَّناءِ عَلَى طريقةِ الخَلَفِ الَّتِي هي
تفسيرُ النُّصُوصِ بِغَيرِ مَعناها، فجَمعُوا بينَ الكَذِبِ عَلَى السَّلَفِ
والضَّلالِ فِي تفضيلِ الخَلَفِ.
هَذِه شُبُهاتُهُم الَّتِي ضَلُّوا بِسَبَبِها:
الشُّبهةُ الأُولَى: أنَّهم ظَنُّوا أنَّ السَّلَفَ لا يَعلمُونَ معانِيَ
هذه النُّصُوصِ.
الشُّبْهَةُ الثَّانِيَةُ: أنَّهُم ظَنُّوا أنَّ اللهَ ليسَ لَهُ صِفاتٌ، وأنَّ هذه النُّصُوصَ لا تَدُلُّ عَلَى صفاتِ اللهِ، وليستْ عَلَى ظاهِرِها، فلا بُدَّ مِن تأوِيلِها وصَرْفِها عن ظاهِرِها؛ لأنَّهَا لا تَدلُّ عَلَى صفاتٍ. هذا هو سببُ
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد