أمْ كيفَ
يكونُ أَفْراخُ المُتفَلْسِفَةِ وأَتْباعُ الهِندِ واليُونانِ، وَوَرَثَةُ
المَجُوسِ والمُشركينَ، وضُلاَّلُ اليهودِ والنَّصارَى والصَّابِئينَ وأشكالُهم
وأَشباهُهُم - أَعْلَمَ باللهِ مِن وَرَثَةِ الأنبياءِ وأهلِ القُرآنِ والإيمانِ؟!
****
الأفراخُ: جَمعُ فَرْخٍ، وهُمُ تلاميذُ الفَلاسِفَةِ الَّذِينَ يَدَّعُونَ الحِكْمَةَ
والمَعرِفَةَ، دُونَ أَنْ يَرجِعُوا إِلَى الوَحْيِ ولا إِلَى أَتْباعِ الرُّسُلِ،
وإِنَّما يَزعُمونَ أَنَّهُم أَفضَلُ مِنَ الرُّسُلِ وأَعْرَفُ مِن الرُّسُلِ.
وأَغلَبُهم فِي اليونانِ«الدَّولَةُ القدِيمة». والَّذِين تَتلْمَذُوا
عليهِم هُم أَفراخُهُم، مِثْل أفراخِ الطُّيورِ؛ حيثُ تَتلْمَذُوا عليهم فِي
أَوكارِهِم وفِي مَدارِسِهم، وَوَرِثُوا عَنهم الجهلَ، والأفكارَ الخبيثةَ
المُنحَرِفةَ، واستغْنَوْا بذلك عَنِ اتِّباعِ الرُّسُل -والعياذُ بالله-.
والفلاسفةُ يكونونَ مِنَ اليُونانِ، ويكونونَ مِن الهِندِ، فالهِندُ دَولةٌ
قديمةٌ فيها فَلاسِفَةٌ. والمجوسُ عُبَّادُ النِّيرانِ، والمُشرِكُونَ الَّذِينَ
يَعبدونَ الأصنامَ، وليسَ لَهُم كتابٌ، ولا يُؤمِنونَ بالكتابِ ولا بِالرُّسُلِ.
وأمَّا اليَهودُ والنَّصارَى فَهُم أهلُ كتابٍ، وهُم عَلَى قِسْمَيْنِ:
القِسم الأوَّل: قِسْمٌ آمَنُوا باللهِ ورُسُلِهِ، واستقامُوا عَلَى
طاعةِ الله، مِنهم مَنْ ماتَ قَبْلَ بَعْثَةِ الرَّسُولِ محمد صلى الله عليه وسلم،
وهو مُستَقِيمٌ ومُؤمِنٌ بالأنبياءِ.
ومنهم مَن أدركَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، وآمَنَ، فَحاز عَلَى الأجْرَيْنِ: أَجْرَ اتِّباعِ الرُّسُلِ السَّابِقِينَ، وَأَجْرَ اتِّباعِ محمد صلى الله عليه وسلم﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَءَامِنُواْ بِرَسُولِهِۦ يُؤۡتِكُمۡ كِفۡلَيۡنِ مِن رَّحۡمَتِهِۦ﴾[الحديد: 28] هذه فِي النَّصارَى
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد