ويقولُ الآخَرُ مِنهم ([1]): أَكثرُ
النَّاسِ شَكًّا عندَ الموتِ أَصْحابُ الكَلامِ ثُمَّ هؤلاءِ المُتكلِّمُونَ
المُخالِفُونَ للسَّلفِ إِذَا حُقِّقَ عليهمُ الأمْرُ لَمْ يُوجَدْ عِندَهُم مِنْ
حَقِيقَةِ العِلْمِ باللهِ وخالصِ المعرفة بِه خَيْرٌ، ولم يَقِفُوا مِنْ ذَلِكَ
عَلَى عَيْنٍ ولاَ أَثَرٍ،
****
هذهِ شهادةٌ مِن أحَدِهِم أيضًا
عَلَى بُطْلانِ طَريقَةِ عُلَماءِ الكلامِ، فَهُم يَشكُّونَ فِي عَقِيدَتِهِمْ
عِندَ المَوتِ؛ لأنَّهُم لَم يأخُذُوا شَيْئًا يَنجُونَ به عِندَ المَوتِ،
وإِنَّما هُم حائِرونَ إِلَى أنْ غَرغَرتْ أرواحُهم، وهم فِي حَيْرةٍ واضطرابٍ،
نسألُ اللهَ العافيةَ.
ما زالَ الشَّيخُ رحمه الله يُبَيِّنُ الفُروقَ بينَ مَذهبِ السَّلَفِ فِي
الأسماءِ والصِّفاتِ وَبينَ مَذهَبِ الخَلَفِ، فإنَّ السَّلَفَ تلقَّوْا عِلْمَهُم
عَن كتابِ اللهِ عز وجل، وعَن سُنَّةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم،
تَلقَّوْها عَن هذينِ المَصْدَريْنِ العظيمين: الكتاب والسُّنَّة، وَبالتَّتَلْمُذِ
عَلَى صَحابةِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، وعَلَى التَّابِعينَ والقرونِ
المُفضَّلَةِ.
وأمَّا الخَلَف فَليسَتْ عِندَهُم هذِه المَزِيَّةُ، فإنَّ أَغْلَبَهُم تَلقَّوْا عِلمَهُم عن المُتكلِّمِينَ، والمُتكلِّمُونَ المُرادُ بِهم: الَّذِين يَبْنُونَ عَقِيدَتَهُم عَلَى عِلْمِ الجدلِ والمنطقِ، وفَرْقٌ بَينَ مَن أَخذَ عَقِيدَتَهُ عَن كِتابِ اللهِ وسُنَّةِ رَسُولهِ صلى الله عليه وسلم وعَنْ سَلفِ هذهِ الأُمَّةِ، ومَنْ أَخَذَها عَن هؤلاءِ الَّذِينَ لَيْسَ عِندَهُم شيءٌ مِنَ العِلْمِ باللهِ وَبِما يليقُ به.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد