نصُّ
السُّؤالِ الواردِ للشيخِ: سُئلَ شيخُ الإسلامِ، العَلمُ الرَّبَّانيُّ تقيُّ
الدِّينِ أبو العبَّاسِ أحمدُ بنُ عبدِ الحليمِ بنِ عبدِ السَّلامِ بنِ تيميَّةَ
رحمه الله تعالى،
****
من رسائلِ شيخِ الإسلامِ العظيمةِ هذه الرِّسالةُ المُسمَّاةُ بـ «الفَتْوَى الحَمَويَّةُ الكُبرَى» لأنَّ الَّذي سألَه رجلٌ من أهْلِ حماةٍ بالشَّامِ فسُمِّيَتْ بالحَمويَّةِ، مثلُ: «الفَتْوَى الواسِطيَّةُ» أو «الرِّسالةُ الواسطيَّةُ» لأنَّ الَّذي سأله رجلٌ من أهْلِ واسِطٍ بالعراقِ، وكانَ رحمه الله سريعَ الكِتابَةِ، قال: إنَّه كتَبَ الواسطيَّةَ في قِعْدَةٍ بيْنَ الظُّهْرِ والعَصْرِ، كان يكتبُ الجوابَ، فيَبلُغُ مُؤلَّفًا أو رِسالةً ضَخمةً، يكتُبُه في جِلْسَةٍ واحدةٍ؛ لوَفرةِ مَعلوماتِه، وسُرعةِ حضورِ مَعلوماتِه، وسُرعتِه في الكِتابةِ الفائقَةِ؛ فهذه هي «الفَتْوَى الحمويَّةُ»؛ لأنَّ الذي سأله رجلٌ من أهْلِ حماةٍ، سألهُ عن ماذا؟ سألَهُ عن آياتِ وأحاديثِ الأسماءِ والصِّفاتِ، أي: الأسماءِ الواردةِ في أسماءِ اللهِ وصفاتِه، والأحاديثِ الواردةِ في أسماءِ اللهِ وصفاتِه؛ لأنَّه دارَ فيها كلامٌ بينَ النَّاسِ، وتشَكَّكُوا فيها، فمنهم مَن نَفَى الأسماءَ والصِّفاتِ كالجهميَّةِ، ومنهم مَن نَفَى الصِّفاتِ كالمُعتزلَةِ، ومنهم مَن نَفَى غالبَ الصِّفاتِ، ومنهم مَن أوَّلَهَا أي: فسَّرَها بغيرِ تَفْسيرها؛ لأنَّه لمَّا لم يُمْكِنْه نفيُ النُّصوصِ، نَفَى معانيها، فأوَّلَها بتأويلاتٍ باطلةٍ، ومنهم مَن قال: إنَّها مِنَ المُتشابِه الَّذي لا يَعلَمُ تأويلَه إلا اللهُ، نقرأُ ألفاظَها ولا نُفسِّرُها، ونَعتَبِرُها مِن المتشابِهِ، وهؤلاءِ يُقالُ لهم: المُفوِّضَةُ، والَّذين مَن قَبْلَهم يُقالُ لهم: المُؤوِّلةُ، والمُعطِّلةُ، ومنهم من غَلا في إثْباتِها، وشَبَّهَها بصِفاتِ المَخلوقينَ، وهؤلاءِ يُقالُ لهم: المُمثِّلةُ والمُشبهةُ، وأمَّا أهْلُ السُّنَّةُ والجماعةِ فإنَّهم أثْبَتُوا ألفاظَها،
الصفحة 1 / 226
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد