قَالَ الإِمام
أَحمد ([1]) رضي
الله عنه: «لا يُوصَفُ اللهُ إلاَّ بمَا وصَف بهِ نفْسه، أَو بمَا وَصَفَه بهِ
رسوله صلى الله عليه وسلم، لاَ يُتَجاوَزُ القُرْآنُ والحَدِيثُ»، ومَذْهَب السلَف
أنَّهُم يَصِفُون اللهَ بمَا وَصَفَ بهِ نَفْسه وبمَا وَصَفَه بهِ رسوله صلى الله
عليه وسلم منْ غَيْرِ تَحْرِيفٍ ولاَ تعطِيلٍ.
ومنْ غَيْرِ تَكيِيفٍ ولاَ تَمْثِيلٍ، ونَعلَم أَنَّ مَا وُصِفَ اللهُ
بهِ مِنْ ذَلِك فَهُوَ حقٌّ ليْس فِيهِ لُغْزٌ ولاَ أَحَاج، بلْ مَعنَاهُ يُعرَفُ
مِنْ حَيْثُ يُعرَفُ مَقصُودُ المُتكلِّم بكلاَمِه؛ لاَ سيَّمَا إذَا كانَ
المُتكلِّم أَعلَم الخَلْقِ بمَا يقُولُ، وأفْصَحُ الخَلْقِ فِي بيَانِ العلْمِ،
وأَنْصَح الخَلْقِ فِي البيَانِ والتَّعرِيفِ والدَّلالَةِ والإِرْشَادِ.
****
ومِنَ السابقِينَ مِنَ الأَئمَّة
الإِمام أَحمد، وهَذِهِ مقَالَتُه: «لاَ يُوصَفُ اللهُ إِلاَّ بمَا وَصَفَ بهِ
نَفْسه أَوْ وَصَفَه بهِ رسوله، لاَ يُتجاوَز الكتَاب والسنَّةُ، لاَ نُحرِّفُ
الأَدلَّة الوَارِدَةَ فِي ذَلِك مِنَ الكتَاب والسنَّة عنْ مَعانِيهَا».
والتَّحْرِيفُ لَهُ مَعنَيَانِ:
الأَوَّلُ: تَحْرِيفُ اللَّفْظ، وَهُو: أنْ يُغيَّر اللَّفظُ بزِيَادَة
أَوْ نَقْصٍ.
والثَّانِي: تَحْرِيفٌ معنَويٌّ، وَهُو: أنْ يُفسر اللَّفظُ بغَيْر
مَعنَاه الصَّحِيح.
التَّكيِيفُ هُو: البحْثُ عنِ الكيْفيَّةِ، بأَن يتكلَّم عنْ كيْفيَّة
الأَسمَاء والصِّفَات، فيَقُولُ: كيْفَ استَوى؟ كيْفَ يَسمَع؟ كيْفَ يُبصِرُ؟
كيْفَ يَأتِي يَوْم القِيَامَة؟... إِلىَ آخِرِه.
أيْ: تَعتَقِدُ أَنَّ مَا وَصَفَ اللهُ بهِ نَفْسه أَنَّه علَى حَقِيقَتِه وعلَى ظَاهِرِه، وعلَى مَعنَاهُ المَعلُوم، ولاَ نَقُولُ: إِنَّه علَى غَيْر ظَاهِرِه
الصفحة 1 / 226
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد