وأفضَلُ ما اكتَسَبَتْهُ
القُلوبُ، وحصَّلَتْهُ النُّفوسُ، وأدْرَكَتْهُ العُقولُ،
****
إذا كانَ عن عِنادٍ وإصْرارٍ، فهذا بَيْنَ أمْرَيْنِ: إمَّا أنْ يَلتزِمَ
بالعقيدةِ الصَّحيحةِ، وإمَّا أنْ يُقاتَلَ إذا كانَ في المُسلمينَ قُوَّةٌ.
تحقيقُ العقيدةِ«هو أفْضَلُ ما اكتَسَبَتْهُ القُلوبُ... إلى أخره»،
وقد أصبحَ الكَثيرُ يَجهَلُونها، ويَزهَدُون فيها، ويقولون: المُسلمونَ مُسلمونَ
وكَفَى، لا تنظروا إلى عَقيدَتِهم، ولا تُفرِّقُوا بينَ النَّاسِ، فنحنُ نقولُ
لهم: لسْنا ممَّن يُفرِّقُ بينَ النَّاسِ، نحنُ ندعو للاجتِماعِ وإصلاحِ
العَقيدةِ، نحنُ واللهِ لا نَدْعو إلى التَّفْرِقَةِ، بل ندعو للاجتِماعِ على
الحقِّ؛ لأنَّ الكَثرةَ بدُونِ عقيدةٍ ليس فيها فائِدَةٌ، فلابدَّ منَ الاجتِماعِ،
نحنُ نُحبُّ الكَثرةَ على العقيدةِ، لكنْ إذا كانتِ الكَثرةُ على غيرِ عَقيدةٍ،
فما الفائِدةُ إنَّها هباءٌ منثورٌ، فنحنُ نريدُ للنَّاسِ الخَيرَ والأُلفةِ، ما
نريدُ لهم الافتِراقَ، بحيثُ كلٌّ يَركَبُ رأسَه، وكلٌّ يعتَقدُ ما يشاءُ، وتقولُ:
النَّاسُ أحرارٌ في عَقيدَتِهم، من الَّذي قال: إنَّ النَّاسَ أحرارٌ في
عَقيدَتِهم؟! لو كان النَّاسُ أحرارًا في عَقيدَتِهم ما بَعَثَ اللهُ الرُّسلَ،
ولا أنزلَ الكُتبَ، ولصارَ كلٌّ يأخُذُ حُرِّيَّتَه في الضَّلالِ، لكنَّ النَّاسَ
مأمورون بتَوحيدِ اللهِ وإفرادِه بالعبادَةِ، وهذه هي الحرِّيَّةُ -سُبحانَ اللهِ-
فالحرِّيَّةُ في عبادةِ اللهِ وحدَه لا شَريكَ له، أمَّا الرِّقُّ، فهو في عبادةِ
غيرِ اللهِ كما قالَ الإمامُ ابنُ القَيِّمِ ([1]):
هَرَبُوا منَ
الرِّقِّ الَّذي خُلِقُوا له |
|
فَبُلُوا
بِرِقِّ النَّفْسِ والشَّيطانِ |
الصفحة 1 / 226
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد