فكَيْفَ
تَطِيبُ نَفْسُ مُؤْمِن بَلْ نَفْسُ عَاقِل أنْ يَأخُذَ سُبُلَ هَؤُلاَءِ
المَغْضُوب عَلَيْهم والضَّالِّينَ، ويَدَع سَبِيلَ الَّذِينَ أنْعَمَ اللهُ
عَلَيْهم مِنَ النَّبِيِّين والصِّدِّيقِينَ والشُّهَدَاء والصَّالِحِينَ.
****
ودِينِ اليَهُود ودِينِ
المُشْرِكِينَ، ودِينِ الصَّابِئِينَ وبَرَاهِمَة الهِنْد؛ كَمَا سَبَق بيَانُه
ولَمْ تُؤخَذ مِنَ الكِتَابِ والسُّنَّة.
المَغْضُوب عَلَيْهم: اليَهُودُ، والضَّالُّونَ: النَّصارَى، كَمَا في آخِرِ
سُورَةِ الفَاتِحَةِ ﴿ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَٰطَ
ٱلۡمُسۡتَقِيمَ ٦صِرَٰطَ ٱلَّذِينَ أَنۡعَمۡتَ عَلَيۡهِمۡ غَيۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ
عَلَيۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّآلِّينَ ٧﴾ [الفاتحة: 6- 7] المَغْضُوب عَلَيْهم هُم: كُلُّ مَنْ
عِنْدَه عِلْمٌ، ولَمْ يَعْمَل بِهِ، سَوَاء مِنَ اليَهُود أوْ غَيْرِهم،
والضَّالُّون هُمُ: الَّذِينَ يعْمَلُون عَلَى غَيْر دَلِيلٍ، وهُمُ: المُبتَدِعَة
مِنَ النَّصارَى، ومَنْ سَارَ عَلَى نهْجِهِمْ. فالإِنْسَانُ إمَّا أنْ يَسِيرَ في
طَرِيقِ المُنْعَم عَلَيْهم، وَهُم: الَّذِينَ جَمَعُوا بَيْن العِلْم النَّافِع
والعَمَل الصَّالِح، وإمَّا في طَرِيق المَغْضُوب عَلَيْهم، وهُمُ: العُلَمَاء
الَّذِينَ لاَ يعْمَلُون بعِلْمِهِم، وإمَّا فِي طَرِيقِ الضَّالِّينَ الَّذِينَ
يعْبُدُون اللهَ عَلَى جَهْل، ولَيْس عِنْدَهم عِلْم، وَفي مُقَدِّمَتِهم:
النَّصَارَى، والصُّوفيَّة، والصُّوفيَّة يزْهَدُونَ في العِلْم، إلى الآنَ
يقُولُونَ: لاَ تتعَلَّمُوا! لأنَّ ذَلِكَ يشْغَلُكُم عَنِ العِبَادَة، تفرَّغُوا للعِبَادَة
والذِّكْر والتِّجْوَال والخُرُوج، طَلَب العِلْم سيَعُوقُكم عَن هَذِهِ الأمُورِ،
ويقُولُونَ لمَنْ يغَرِّرُونَ بِهِ: سَوْف يُفتَحُ عَلَى قَلْبِكَ، ويَأتِيكَ
عِلْم بدُونِ أنْ تتعَلَّم، وغُلاَتُهُم يقُولُونَ: إنَّنا نَأخُذ العِلْم عَنِ
اللهِ مبَاشَرَة، ولَسْنَا بحَاجَة إلى الرَّسُولِ، ولاَ إلَى العُلَمَاءِ،
والحَاصِلُ أنَّهُم كُلَّهم يزْهَدُونَ فِي العِلْم، ويحُثُّونَ عَلَى العَمَلِ
بدُونِ عِلْم.
***
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد