×
اَلتَّعْلِيقَاتُ اَلتَّوْضِيحِيَّةُ عَلَى مُقَدِّمَةِ اَلْفَتْوَى اَلْحَمَوِيَّةِ

وَمَا أرَادَه مِنَ البيَانِ هُوَ مطَابق لعلْمِه، وعلْمُه بذَلِك هُوَ أكمَل العلُومِ، فكلُّ مَنْ ظَنَّ أنَّ غَيْر الرسول صلى الله عليه وسلم أعلَم بهَذِه مِنْه، أَوْ أكمَل بيَانًا مِنْه، أَوْ أحْرَصُ علَى هَدْي الخَلْقِ مِنْه، فَهُوَ مِنَ المُلحِدِينَ لاَ مِنَ المُؤمِنِينَ، والصَّحابة والتَّابعون لَهُم بإحْسان، ومَنْ سلَك سبيلَ السلَف هُم فِي الباب علَى سبيلِ الاستِقَامَة.

وأمَّا المُتَحَرِّفُون عنْ طَرِيقِهم فَهُم ثَلاَثُ طَوَائِف: أهْلُ التَّخْيِيلِ، وأهْلُ التَّأوِيلِ، وأهْلُ التَّجهِيلِ.

****

 مَنِ اتَّهَم الرسول صلى الله عليه وسلم بعدَم البيَانِ، وأنَّ غَيرَهُ أقْدَر مِنْه علَى ذَلِك، خصُوصًا فِي باب الأَسمَاء والصِّفَات، كمَا هُوَ مُقتَضَى قَوْل الجهْمِيَّة والمُعتَزِلَة، فهَذَا مِنَ المَلاَحِدَةِ، لاَ مِنَ المُؤْمِنِينَ.

الصَّحَابة ومَنْ سلَك سبيلَهُم ممَّن جاءَ بعدَهُم فِي باب الأَسمَاء والصِّفَات وفي غَيْرِه علَى سبيل الاستِقَامَة؛ لأنَّهُم يُؤمِنُونَ بأنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم جاءَهم بالحَقِّ، وبلَّغَهم إيَّاه، وبيَّنه لَهُم، فَهُم علَى سبيلِ الاستِقَامَة، بخِلاَفِ المُلْحِدِينَ الَّذِينَ قَالُوا فِي الرسول: إنَّه لَم يبيِّنْ مَا يَجب للهِ سبحانه وتعالى وَمَا يَلِيقُ بهِ.

أهْلُ التَّخْيِيلِ: الَّذِينَ يقُولُونَ: إنَّ مَا جاءَ بهِ الرسول صلى الله عليه وسلم لَيْس حَقِيقَة، وإنَّمَا هُوَ شَيْء تَخَيَّلَه، وأَبدَاهُ للنَّاس لأجلِ مصْلَحَتِهِم.

أهْلُ التَّأوِيلِ: هُم الَّذِينَ يُؤَوِّلُونَ نُصُوصَ الأَسمَاء والصِّفَات عنْ معانِيهَا الصَّحِيحَة إِلىَ معانٍ أخْرَى، كمَا هُوَ عمَل الجهْمِيَّة والمُعتَزِلَة ومَنْ جاءَ بعدَهُم.

أهْلُ التَّجهِيلِ: هُمُ المُفَوِّضَة الَّذِينَ يقُولُونَ: إنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم لاَ يَعلَم مَعانِي مَا أنْزَلَ اللهُ إلَيْه فِي الأَسمَاء والصِّفَات، وإنَّمَا هِيَ ألْفَاظ


الشرح