وكلُّ
وَاحِدٍ مِنْ فَرِيقَي التعطِيلِ والتَّمْثِيل فَهُوَ جامِع بيْنَ التَّعطِيل
والتَّمْثِيلِ، أمَّا المُعطِّلُونَ فإنَّهُم لَمْ يَفْهَمُوا مِنْ أَسمَاء اللهِ
وصِفَاتِه إلاَّ مَا هُوَ اللاَّئِقُ بالمَخْلُوقِ، ثُمَّ شَرَعوا فِي نَفْي تِلْك
المَفْهُومَاتِ، فقَدْ جمَعوا بيْنَ التَّمْثِيلِ والتَّعطِيلِ، مَثَّلُوا
أوَّلاً، وعطَّلُوا آخِرًا، وهَذَا تَشْبيهٌ وتَمْثِيلٌ مِنْهُم للمَفْهُوم مِنْ
أسمَائِه وصِفَاتِه بالمَفْهُوم مِنْ أَسمَاء خَلْقِه وصِفَاتِهِم، وتعطِيلٌ لِمَا
يستَحِقُّه هُوَ سبحَانَهُ مِنَ الأَسمَاء والصِّفَاتِ اللاَّئِقَة باللهِ سبحانه
وتعالى.
فإنَّه إذَا قَالَ القَائِل: لَوْ كانَ اللهُ فَوْقَ العرْشِ للَزِمَ
إمَّا أنْ يَكونَ أكبر مِنَ العرْشِ، أَوْ أصْغَر أَوْ مُساوِيًا، وكلُّ ذَلِك مُحالٌ،
ونَحْو ذَلِك مِنَ الكلاَمِ، فَإنَّه لَمْ يَفْهَم مِنْ كوْن اللهِ علَى العرْش
إلاَّ مَا يُثْبتُ لأيِّ جسم كانَ علَى أيِّ جسم كانَ، وَهَذَا اللاَّزِم تَابع
لهَذَا المَفْهُوم. أمَّا استِوَاء يَلِيقُ بجلاَلِ اللهِ ويخْتَصُّ بهِ، فَلاَ يلْزَمُه
شَيْء مِنَ اللَّوَازِم الباطِلَة الَّتِي يَجب نَفْيُهَا.
****
المُعطِّلَة مُمَثِّلَة؛ لأنَّهُم جمَعوا بيْنَ التَّعطِيلِ والتَّمْثِيلِ؛
لأنَّهُم لَمْ يَفْهَمُوا مِنْ صِفَاتِ اللهِ إلاَّ مَا هُوَ مِثْل صِفَاتِ
المَخْلُوقِينَ؛ فلِذَلِك نَفَوْهَا بحُجة التَّنْزِيهِ، فهُمْ مثَّلُوا أوَّلاً،
ثُمَّ عطَّلُوا ثَانيًا. والمُمَثِّلَة كذَلِك مَثَّلُوا أوَّلاً، ثُمَّ عطَّلُوا
ثَانِيًا؛ حَيْثُ عطَّلُوا اللهَ عنْ كمَالِهِ ووَصَفُوه بالنَّقْصِ وأنَّ
صِفَاتِه مِثْل صِفَاتِ المَخْلُوقِين، فالمُمَثِّلَة عطَّلوا الكمَالَ عنِ اللهِ
عز وجل، والمُعطِّلَة عطَّلُوا الأَسمَاء والصِّفَات فنَفَوْهَا، وكلاَ
الفَرِيقَيْن مُعطِّلٌ ومُمَثِّلٌ.
المُعطِّلَة يقُولُونَ: إذَا استَوَى علَى العرْشِ، والعرْشُ مَخلُوقٌ، فإمَّا أنْ يَكونَ اللهُ مِثْل العرْش فِي الحَجم، أَوْ إنَّه أكبر مِنَ العرْش، أَوْ
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد