×
اَلتَّعْلِيقَاتُ اَلتَّوْضِيحِيَّةُ عَلَى مُقَدِّمَةِ اَلْفَتْوَى اَلْحَمَوِيَّةِ

مَنْ علِمَهَا، وكذَلِك مِن الأشْخَاصِ الَّذِينَ يُسمُّونَهُمْ أوْلِيَاء مَنْ علِمَهَا، ويَزْعمُونَ أنَّ مِنَ الفَلاَسفَة أَوِ الأوْلِيَاءِ مَنْ هُوَ أعلَمُ باللهِ واليَوْم الآخِرِ مِنَ المُرسلِينَ، وهَذِهِ مقَالَة غُلاَةِ المُلْحِدِينَ مِنَ الفَلاسفَةِ والباطِنيَّة: باطِنيَّة الشِّيعة، وباطِنيَّة الصُّوفيَّة.

ومِنْهُم مَنْ يقُولُ: بلِ الرسول علِمَها لكن لَم يُبيِّنْها، وإنَّمَا تكلَّم بمَا ينَاقِضُهَا، وأرَادَ مِنَ الخَلْقِ فَهْم مَا يُنَاقِضُها؛ لأنَّ مصْلَحَة الخَلْقِ فِي هَذِهِ الاعتِقَادَات الَّتِي لاَ تطَابقُ الحَقَّ.

ويقُولُ هَؤلاَءِ: يَجب علَى الرسول أنْ يَدْعو النَّاس إِلىَ اعتِقَادِ التَّجسيم

****

الفَيْلَسوفُ عنْدَهُم أعلَم مِنَ الرسول، والصُّوفيَّة عندَهُم الوَلِيُّ فَوقَ الرسول، ولهَذَا يقُولُونَ ([1]):

مَقَامُ النُّبوَّةِ فِي برْزَخٍ

 

فُوَيْقَ الرسول وَدُونَ الْوَلِي

الباطِنيَّة هُم غُلاَةُ الشِّيعة، ومِنْهُم: الإسمَاعيليَّة، والفَاطِميُّونَ، ومِنْهُم القَرَامِطَة، ومِنْهُم طَوَائِف يدَّعونَ أنَّ النُّصوصَ لَهَا باطِن ولَهَا ظَاهِر، الظَّاهِر يعلَمُه العوَامُّ وأمَّا الباطِنُ فَلاَ يعلَمُه إلاَّ خَواصُّهُم. مِنْ باطِنيَّة الصُّوفيَّة: ابنُ عرَبي وابنُ الفَارِضِ وابنُ سبعينَ والحَلاَّج.

إثْباتُ الصِّفَاتِ يسمُّونَه التَّجسيم؛ لأنَّ الصِّفَات عنْدَهُم لاَ تقُومُ إلاَّ بجسم، فالَّذِي يثْبتُ الصِّفَاتِ مُجسم، وأهْلُ السنَّة يقُولُونَ: التَّجسيم لَمْ يَأْتِ فِي الكتَاب والسنَّة إثْباتُه ولاَ نَفْيُه.


الشرح

([1])هَذَا البيت منسوب لابن عربي. انظر: «درء التعارض» (10/ 204)، و«الفتوحات المكية» (2/ 252).